ينطلق اليوم الأربعاء الحوار الوطني في أولى جلساته الرسمية تحت إشراف المنظمات الأربع الراعية له وبمشاركة رؤساء الأحزاب السياسية الذين كانوا وقعوا على خارطة الطريق التي اقترحها الرباعي كحل للأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعصف بالبلاد منذ اغتيال السياسي المعارض محمد البراهمي يوم 25 يوليو الماضي.
وبالتوازي مع انطلاق اجتماعات الحوار يقيم التونسيون الذكرى الثانية لأول انتخابات تنظمها البلاد بعد ثورة الرابع عشر من يناير 2011.
في مقابل ذلك قررت رابطات حماية الثورة النزول إلى الشارع للتصدي لأنصار أحزاب المعارضة المتشددة مما يؤشر لحدوث مواجهات دامية بين الطرفين وسط حالة من الخوف تسيطر على الشارع بانتظار ما ستسفر عنه أحداث اليوم.
هذا ومن المنتظر أن تنطلق اليوم الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني التي قال عنها نائب رئيس اتحاد الشغل الذي يتزعم الحوار بأن المساعي حثيثة لتقريب وجهات النظر بهدف تجنب الثغرات في التوافق بين طرفي النزاع دون أن يخفي خشيته من تأثر مظاهرات اليوم على ظروف انطلاق الحوار.
هذا وقد بات الحوار بين أحزاب الترويكا والمعارضة المنضوية تحت ما يسمى»جبهة الإنقاذ» مرشح للفشل بسبب أن أحزاب المعارضة تشترط الانتهاء من المسار التأسيسي قبل إعلان استقالة حكومتها والبدء في التحاور قصد تشكيل حكومة كفاءات مستقلة. من جهته أكد محللون سياسيون أنه من الصعب تشكيل حكومة جديدة في ظل عدم وجود أي دستور ينظم للسلطة المؤقتة الذي شرعه المجلس التأسيسي في أول خطوة له منذ عامين.
فالنهضة الحاكمة التي تمتلك الأغلبية في المجلس التأسيسي بـ93 عضوا بالإضافة إلى أكثر من أربعين عضواً من حزبي المؤتمر والتكتل حليفيها في الائتلاف الحاكم سوف يكون بيدها الحل والربط ولها مطلق الحرية في المصادقة على التشكيلة الجديدة للحكومة من عدمها. وقبل هذا وذاك، فإن النقاشات والتجاذبات السياسية والمناورات واختلاق المعارك والصراعات الوهمية وهي عادات دأبت عليها النخبة السياسية منذ عامين لن تصمد أمامها إرادة البعض إنهاء الحوار أو حتى سيره الطبيعي ليفضي إلى التوافق المنتظر.
من جهة أخرى أكد محللون سياسيون آخرون يعتقدون جازمين أن المعارضة تدخل الحوار بنوايا تحطيمية أي أنها تهدف فقط إلى إسقاط حكومة الترويكا وإقصاء النهضة من المشهد السياسي في مرحلة ثانية.
وبين متفائل بنجاح الحوار ومسلم بفشله يعيش التونسيون على وقع أول انتخابات يشاركون وقد ترشحت لها كل الأحزاب السياسية منفردة فضاعت أصوات كان بالإمكان ربحها في حال تم التحالف بين أحزاب ذات اتجاهات متقاربة.