يقال إنّ إطلاق خدمة الـ (Wi-Fi) مجاناً على الواجهة البحرية في الدمام، هي السبب في زيادة واستقطاب الزوار الذين تجاوزوا (ربع المليون) زائر خلال أيام العيد الثلاثة !.
بالمقابل يقال إنّ سكان الرياض قضوا العيد في البراري والصحاري بسبب (اعتدال الجو)، ولعلّ المقصود هو الذهاب للثمامة للتنزُّه، وشواء ما بقي من لحم (أضحية العيد)، لا حظ أنّ الرياض كانت هي صاحبة المبادرة الأولى في إطلاق خدمة (الواي فاي) مجاناً في الشارع الذكي (شارع التحلية) قبل عدة سنوات، وللأسف تحوّل فيما بعد إلى مقاهٍ ومطاعم لكلٍّ منها خدماته الإلكترونية المستقلة (مدفوعة الأجر)!.
نحن لا نملك حتى خدمة (واي فاي) مجانية في مطاراتنا الدولية!.
وهذا أمر محزن للغاية، فالعالم يتجه نحو (الحوسبة السحابية) ونحن لا زلنا نبيع أرقام الدخول للـ Wi-Fi بعشرة ريالات في المقاهي والمطاعم والمنتزهات، وقد ترتفع التعرفة في فنادق الـ 5 نجوم والتي تخالف قواعد الخدمة العالمية بجعل خدمة الإنترنت لدينا (بمقابل مادي)، بينما هي في معظم الفنادق العالمية الراقية تقدم (مجاناً)، على اعتبار أنها تدخل ضمن خدمات الغرف في توفير قنوات فضائية مشفّرة وغيرها!.
طبعاً أكثر من مرة طالبنا (أمانات المناطق) في مقالات سابقة بتغيير نمط استخدام الإنترنت إلى النمط المجاني والمرن، والذي بدأ تطبيقه في الشركات العملاقة، وحتى أنّ بعض المدن العربية المجاورة بدأت العمل للتحوّل إلى هذا النمط الجديد من استخدام الحاسب الآلي من ناحية السعة وسعر التكلفة، وإمكانية تقديم الخدمة مجاناً (للمواطن العادي) في الشارع!.
لماذا لا تقوم شركات الاتصال ومزوّدو الخدمة في مدينة مثل الرياض أو جدة أو مكة أو المدينة أو الدمام ... الخ، بتقديم خدمة الواي فاي (مجاناً) في المناطق الحيوية والهامة، والتي يكثر فيها الزوّار، لكي تبقى مدننا الرئيسة (عصرية) وتفاعلية كما هو الحال في معظم المدن العالمية التي تجاوزت مسألة (جمركة المستخدم) وتحوّلت إلى مفهوم جذب وإرضاء العميل!.
المسألة فيها (إعلان مجاني)، وتجربة عملية للخدمة، وجزء من الخدمات الوطنية والمجتمعية التي تقدمها الشركات للمستهلك!.
نحن لم نطالب بتغطية الثمامة (بالواي فاي) على اعتبار أنها واجهة ومتنفّس لسكان الرياض، ولكن ستجد الشركات مواقع هامة وحيوية (داخل المدينة) يمكن تزويدها بالخدمة مجاناً!.
وعلى دروب الخير نلتقي.