منذ شهر بدأ مطعم في نيويورك (مدينة الضجيج) إلزام زبائنه (بالصمت) أثناء تناول العشاء، وقد وجدت مبادرة الشاب (نيكولاس نومان) صاحب المطعم قبولاً ورواجاً بين زبائن المطعم، الباحثين عن الهدوء أثناء تناول الطعام!.
كم أتمنى أن تصاب بعض المطاعم العربية بهذه العدوى، لأنك تشعر بالصداع من كثرة صراخ معلم الطلبات (النادل)، وفي النهاية تكتشف أن الطلب الذي (يجر الصوت) عليه بطريقة عبد الكريم عبد القادر، ليس سوى ساندويتش (فلافل مشكل) وكوب شاي (كُشري طياره) وهو شاي عادي مرشوش على وجه ورق (فتله)، وهو بالمناسبة يقي من الصداع والشقيقة وبفتح الشهية للاعتراض ويساعد على الصراخ للمطالبة بالحقوق في كل الميادين والشوارع، وهنا يحسن التذكير أن من آداب الطعام عندنا (كمسلمين) الحديث على المائدة و(ياريت) هناك حديث يفتح النفس أصلاً!.
تعلمنا منذ الصغر أن (اللبيب بالإشارة يفهمُ)، لكن العلماء البريطانيون يبدو أن لهم رأيًّا آخر؟!.
فقد اكتشفوا الأسبوع الماضي أن الفيل أيضاً (بالإشارة يفهمُ) وليس اللبيب وحده، وهو ما أكده كل من (سميث وريتشارد) وهما من جامعة (سانت أندروس) عندما أعلنا أن الفيل يفهم إشارة الإنسان نحو الطعام دون (ترتيب مسبق)، فهو يتجه ليتناول الطعام تبعاً لإشارة أصبع الإنسان الذي أمامه. الباحثان لم يوضحا إذا ما كان الفيل يصرخ (بالنهيم) عند التهام الطعام أم لا؟! أو يطلق صوت (الصيء)، الذي يشترك فيه (العقرب والفأر) معه أيضاً!.
الحاصل أن هناك من (لا يفهم بالإشارة)، ولا حتى بالصراخ، ولا بالعقاب، فهو يأكل بصمت، ويسرق بصمت، وينهب بصمت، ويوقع على المشاريع بصمت، ويطبق مقولة أفضل الطعام وأشهاه ما كان (يُباع في الشارع) ويرمى على قارعة الطريق، لذلك تجد يفضل الأكل من خلال مشاريعه (الصامتة)، لا صوت ضجيج ، ولا معدات!.
فهو يتبع فلسفة المطعم الأمريكي: (كل وأنت ساكت)، لا من شاف ولا من سمع!.
وعلى دروب الخير نلتقي.