نبارك لحكومتنا الرشيدة ولكل الجهات والعاملين في الحج ما تحقق من نجاح هذا العام بشكل مميز، بشهادة من الحجاج أنفسهم؛ وذلك بالتنظيم الرائع في المشاعر، وتوافر الخدمات كافة التي يحتاج إليها الحجاج. ولعل ما يميز موسم الحج كل عام أن الدولة بكامل قواها وقطاعاتها ومواردها تقدم كل الدعم لإنجاح الحج. وتأتي المشاريع الجبارة التي تم إنشاؤها، مثل جسر الجمرات والخدمات التي يقدمها قطار المشاعر وتوسعة المطاف في الحرم الشريف، في طليعة التسهيلات التي تسهِّل الحج كل عام.
وفي تصوري، إن من أبرز ما تحقق هذا العام هو انخفاض عدد الحجاج عن كل عام. وقد يُعزى السبب في ذلك إلى الإعلان المبكر من الدولة بالطلب من الحجاج تأخير حجهم للأعوام القادمة بسبب أعمال التوسعة في الحرم، والسبب الأقوى هو التطبيق الشديد للنظام بعدم السماح بالحج إلا لمن لديه تصريح، ومخالفة من يخالف النظام بأقسى العقوبات.
وأحد الأمور التي تُحسب لنجاح الحج أن هناك لجنة خاصة بالحج (لجنة الحج المركزية)، وفيها ممثلون من قطاعات الدولة كافة، ويرأسها سمو أمير منطقة مكة المكرمة، وهي تعمل على مدار العام، وتبدأ أول اجتماعاتها مع نهاية موسم الحج من كل عام، وتقوم بدراسة خطط الحج لكل قطاع على حدة في كل عام، وتناقش بالدرجة الأولى جوانب القصور أو المعوقات التي حدثت، والعمل على تفاديها مستقبلاً، مع توفير الدعم كافة للاستمرار في النجاح.
الحمد لله بالدرجة الأولى على نجاح حج هذا العام، والشكر لحكومتنا الرشيدة على ما تقدمه لضيوف الرحمن من خدمات وتسهيلات، تسهّل لهم أداء مناسكهم. ولكل حاج نقول: «حج مبرور، وسعي مشكور».