كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس الخميس أن المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين وسط تعتيم إعلامي دخلت بالفعل في طريق مسدود. وأوضحت الصحيفة أن هذا حدث بسبب الخلافات الجوهرية بين الجانبين فيما يتعلق بقضية الحدود، إذ اقترحت إسرائيل استئجار منطقة غور الأردن لعقود فيما رفضت السلطة الفلسطينية ذلك. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن الصحيفة الصادرة بالعبرية عن مصادر فلسطينية قولها إن إسرائيل مصرة على سيطرة قوات جيشها على الحدود الشرقية مع الأردن، وترفض تكليف قوة دولية بهذه المهمة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد جدد الأربعاء تأكيده بتمسك حكومة الاحتلال الإسرائيلي بغور الأردن وبقائها تحت السيطرة الإسرائيلية. وقال نتنياهو في كلمة له خلال جلسة عقدتها الكنيست إحياءً لذكرى مرور 18 عاماً على اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين «إن أمن إسرائيل يلزم مرابطة جيشنا على امتداد الحدود في غور الأردن». وأضاف نتنياهو بأن «إسرائيل تريد السلام على أساس الدولتين للشعبين، وأنها لا تريد دولة ثنائية القومية».
من جانبها أعلنت السلطة الفلسطينية الخميس أن إسرائيل «تدمر» عملية السلام بمواصلتها الاستيطان، وذلك تعليقاً على تقرير لمنظمة السلام الآن أفاد بزيادة بنسبة 70 % في ورش البناء الاستيطاني في النصف الأول من هذا العام بالمقارنة مع العام 2012. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «إن استمرار إسرائيل في الاستيطان يدمر عملية السلام». وأضاف عريقات ردًّا على تقرير منظمة السلام الآن غير الحكومية الإسرائيلية المناهضة للاستيطان بأن «هذا هو التدمير لعملية السلام، ويؤكد ويشير بوضوح إلى أن التركيز الإسرائيلي على الاستيطان وليس على السلام». وحمل الحكومة الإسرائيلية «المسؤولية الكاملة عن هذه الأوضاع ونتائجها، خاصة تدمير عملية السلام». من جانبه شدَّد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو دينة على أنه «لن يكون هناك حل إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على كامل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية». مؤكداً أن «الاستيطان كله غير شرعي وفق قرارات الشرعية الدولية». كما شدد أبو ردينة على أن «السلطة الفلسطينية لن تقبل أي وجود عسكري إسرائيلي على أراضي دولة فلسطين، خاصة في منطقة الأغوار، ولو بجندي إسرائيلي واحد».