حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - وكعادتها في مثل هذه الأيام من كل عام تبذل قصارى جهدها، وتكرس طاقاتها المادية والبشرية كافة، بما يكفل - بإذن الله - تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن القادمين لتأدية فريضة الحج أو العمرة. فها هم ضيوف الرحمن قد بدؤوا في الوصول إلى موانئ المملكة البرية والجوية والبحرية.. فالقيادة الراشدة - وفقها الله - تحرص دائماً على توفير كل ما قد يحتاج إليه الحاج أينما وُجد على تراب المملكة العربية السعودية، أرض الخير والنماء والمحبة والسلام.. التي تأتي في ظل الرعاية الكريمة التي يحظى بها جميع ضيوف الرحمن من قادة هذه البلاد الأمناء الرحماء وشعبهم الوفي. فالدولة - أعزها الله - تسهر على راحة ضيوف الرحمن، وتجند طاقاتها البشرية والمادية والآلية، وتقوم بهذا العمل كله دون كلل أو ملل، بل إنها تبتغي من وراء هذه الأعمال العظيمة الأجر والمثوبة من الخالق - جل وعلا - عملاً بقوله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّه عَمَلَكُمْ وَرَسُولُه وَالْمُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم. وإلى جانب هذه الرعاية الكريمة التي يحظى بها ضيوف الرحمن من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ملك الإنسانية والراعي الأمين لهذه الأمة، لا بد لنا أن نشير إلى أكبر توسعتين شهدهما المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في التاريخ، إلى جانب عملية التنظيم التي شهدتهما المشاعر المقدسة في ظل ما توافر من مرافق خدمية تم تنفيذها وتوفيرها لخدمة ضيوف الرحمن في المشاعر، وبخاصة تلك المتمثلة بصحة الحاج من خلال المرافق الصحية المشتملة على المستشفيات الكبيرة والمطورة والمراكز الصحية المنتشرة في المشاعر والمدينتين المقدستين وهيئة الهلال الأحمر السعودي والخدمات الطبية بالقوات المسلحة والحرس الوطني والأمن العام التي تم تزويدها جميعها بأحدث الأجهزة الطبية والمعدات والكوادر الطبية والفنية والإسعافية، إضافة إلى إقامة العديد من الجسور والأنفاق العملاقة والطرقات الفسيحة التي تم شقها وتعبيدها ووسائل النقل والمواصلات، ومنها قطار المشاعر الذي ساهم في نقل الآلاف من الحجاج بين المشاعر ووسائل الاتصال المختلفة إلى جانب التموينات الغذائية والمياه الصحية التي تم توفيرها بكميات كبيرة وإنشاء ساعة مكة لمعرفة الحجاج والمصلين بالوقت. فجُزيت خيراً يا خادم البيتين على ما قمتموه وتقدمونه - يحفظكم الله - من رعاية كريمة لضيوف الرحمن. فهذا النهج السديد والمبارك هو ديدن قادة هذه البلاد الأجلاء العظام منذ عهد المؤسس الأول جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيب الله ثراه - ومروراً بالملوك سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله - جميعاً، حتى هذا العهد الزاهر الذي يقوده إلى بر الأمان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - وفقه الله - الذي كانت ولا تزال له العديد من المبادرات المشرفة والمساعي الحميدة على الصعيد الخارجي، وبخاصة تلك المتعلقة بشؤون العروبة والإسلام، فسرعان ما يبادر - وفقه الله - إلى مساندة إخواننا من العرب والمسلمين، ويمد يد العون لهم والوقوف إلى جانبهم في ملماتهم، ويعمل على نصرة قضاياهم وتوحيد صفوفهم. فعشت يا خادم البيتين، أنت أيها الملك العادل الأمين عبدالله بن عبدالعزيز لنصرة وعزة الإسلام والمسلمين. ولا ننسى الدور الفاعل والمميز الذي يقوم به رجال القطاعات العسكرية مجتمعة في الحج للحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن في ظل ما توافر لهم من إمكانات مادية وبشرية ومعدات وآليات متطورة وعلماء الدين ورجال الدعوة والإرشاد هم أيضاً كان لهم الدور الفاعل في توعية وإرشاد الحجاج، وأيضاً رجال الكشافة كانت لهم مساهمة فاعلة في توجيه ومساعدة ضيوف الرحمن؛ إلى جانب العديد من الجهات الأخرى التي كانت لها المشاركة الفاعلة في مواسم الحج السابقة. ونستطيع القول إن كل ما قد يحتاج إليه الحاج من خدمات ومرافق وتسهيلات تم توفيرها وتأمينها له في ظل حكومة عاملة عادلة أمينة، يقودها ملك عظيم وسياسي محنك ذو قلب رحيم، إنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله بنصر من عنده وسدد نحو الخير خطاه - ونسأله جل وعلا أن يمد في عمره، ويسبغ على مقامه الكريم موفور الصحة والعافية لمواصلة مسيرة الخير والبناء المباركة في بلادنا، وأن يكتب كل ما قدمه ويقدمه من أعمال جليلة وجهود مباركة تم تسخيرها لخدمة ضيوف الرحمن ونصرة قضايا العرب والمسلمين في موازين حسناته، وأن يوفق عضده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وأن يحفظ بلادنا وقادتها وأهلها من كل سوء ومكروه، وأن يمكن ضيوفالرحمن من تأدية مناسكهم بكل يسر وطمأنينة، وأن يعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين مغفور لهم إن شاء الله، إنه ولي ذلك والقادر عليه.