لاحظنا في الآونة الأخيرة التقارب الأمريكي الإيراني ولعل آخرها الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الإيراني المنتخب حديثاً حسن روحاني وقد جاء هذا الاتصال بمثابة مغازلة دبلوماسية بين الرئيسين والتي ربما قد تؤدي فيما بعد إلى تعزيز وتوثيق أواصر العلاقات الدبلوماسية بينهما على الرغم من أن العلاقات لم تكن موجودة من ذي قبل.. بل كل ما كان موجود هو توتر في العلاقات السياسية فيما بين البلدين بسبب تعنت النظام الإيراني طيلة السنوات الماضية من خلال الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة الجمهورية فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني والكل يعلم ما آلت إليه الأمور من توتر في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ودول الغرب وكانت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول الغرب تطلق بين الفينة والأخرى التحذيرات والتهديدات إلى النظام الإيراني لعدم انصياعه للمطالب الأمريكية والغربية التي تدعوه إلى التخلص من الترسانة النووية التي يمتلكها لما تشكله من مخاطر على دول المنطقة.. وكنا نتوقع وفي ظل تعنت النظام الإيراني أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول الغرب بتوجيه الضربة العسكرية القاصمة لإيران.. إلا أن ما طرأ مؤخراً من تقارب بين البلدين جعلتنا كدول خليجية نعيد حساباتنا تجاه ما يدور خلف الكواليس.. فيا ترى من هو المستفيد من هذا التقارب؟ نحن الخليجيون أم إيران التي تقوم بين الفينة والأخرى بتهديد بلداننا الخليجية وقد اتضح ذلك جلياً من خلال ما يتم كشفه من مخططها الإجرامي الذي تقوم به من خلال الخلايا الإرهابية والتي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالحرس الجمهوري الإيراني سعياً منها للنيل من بلداننا الخليجية العزيزة وفرض هيمنتها الوحشية والعدائية.. فإيران ومن خلال الحرس الجمهوري هي من تقف وراء كل مخطط إجرامي يستهدف دول مجلس التعاون الخليجي.. ونحن كخليجيون وفي ظل هذا المبدأ الإجرامي الذي تتصف به دولة الفرس فإنه لا يسرنا ولا يريحنا ذلك التقارب فيما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصفويون في إيران.. ثم علينا كخليجيين أن نكون يقظين وحذرين جداً مما يدسه لنا قادة إيران وأن نعد العدة لمواجهة هذا العدو المتربص حتى نكون بإذن الله في مأمن من الأعمال الإرهابية التي تخطط لها دولة الفرس وأهل العمائم المزيفة ضد بلداننا الخليجية.. فالله الله أيها الخليجيون أن نعي الأمور جيداً حيال ما يحاك ضدنا وا يدور من حولنا من خلال هذا التقارب الذي لا يبشر بخير ولا يدعو للتفاؤل.. أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال إدارتها الحالية مدعوة أن تعيد النظر في سياساتها الخارجية وبخاصة (الشرق أوسطية) إن كان هناك آذان صاغية أو تقدير واحترام لحلفائها من دول مجلس التعاون الخليجي التي تربطها بها علاقات تاريخية ومصالح مشتركة منذ الأزل فالتقارب الأمريكي الإيراني هو بلا أدنى شك لصالح كل من إيران والنظام الأسدي وحزب الشيطان.. أيضاً نلاحظ أن الموقف الأمريكي ومعه دول الغرب أصبح متضعضعاً تجاه ما يجري على الأراضي السورية من قتل ودمار للشعب السوري الشقيق من قبل النظام الأسدي المجرم الذي يجد كل العون والمساندة من قبل الحرس الجمهوري الإيراني وحزب الشيطان في لبنان في ظل التعنت الروسي الصيني اللذان يؤازران النظام الأسدي من خلال التصويت ضد أي قرار يصدر من مجلس الأمن حيال إدانة النظام السوري فيما يرتكبه من جرائم ضد شعبه سعياً منهما بمنح النظام الأسدي فترة أطول.. فمنذ الوهلة الأولى التي انطلقت فيها الثورة المباركة التي أرادها الشعب السوري في التخلص من نظامه المتسلط وحتى هذه اللحظة ونحن نرى موقف موسكو وبكين تجاه ما يجري على الأراضي السورية من قتل واضطهاد للشعب السوري الشقيق من قبل نظامه الأسدي لم يكن منطقياً ولا منصفاً ولا عادلاً.. ختاماً نسأل الله أن يحفظ قادة وشعوب خليجنا العزيز من كل سوء ومكروه وأن يديم على بلداننا نعمة الأمن والرخاء وأن يرد كيد الكائدين إلى نحورهم وأن يجعل في تدبيرهم تدمير لهم فهو مولانا ونعم النصير.