نُفذ في العراق فجر يوم عيد الأضحى المبارك «العاشر من ذي الحجة» الموافق 30-12-2006 إعدام صدام حسين. وقد استنكر المراقبون من جميع الاتجاهات والانتماءات السياسية هذا الاستعجال المستغرب لتنفيذ حكم الإعدام به - كما تقول الموسوعة الحرة «وكيبيديا»-، وقد وقع أمر تنفيذ هذا الحكم عميل إيران رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وفي لحظة وضع حبل المشنقة على رقبة القائد العراقي السابق لم يبدو عليه الخوف أو التوتر، كما أنه لم يقاوم أو يتصدى للرجال الملثمين الذين اقتادوه إلى المنصة التي شهد عليها آخر لحظة من عمره، وحين هتف الذين حوله من الشيعة «مقتدى مقتدى مقتدى» رد عليهم قائلاً: «هي هاي المرجلة»، ثم ختم حياته بـ»شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله»، وودع الدنيا والقرآن الكريم في يده. ونقلت لنا وسائل الإعلام العربية والعالمية فجر يوم عيدنا هذا المشهد بكل تفاصيله!؟
أتساءل دائماً: لماذا اختير هذا اليوم بالذات ليُعدم فيه صدام حسين؟ هل هي مصادفة أم أنهم أرادوا أن يقولوا للمسلمين الذين يتقربوا إلى الله في صبيحة يوم عيدهم بذبح ضحايهم.. ها نحن نضحي بقائد من قادتكم أيها العرب السنة؟
قد لا يكون الحدث ذا بال عند كثير منا حين وقوعه وحتى هذه اللحظة، وقد يكون للكثير منا موقفه السلبي من سياسة صدام وانتماءاته الحزبية وقد...وقد ... ولكن في كل عام يحل فيه يوم عيد الأضحي يعود مشهد صدام فجر يوم العيد وحبل المشنقة يلف حول حلقه على يد ملثمين شيعة وبرعاية ومباركة ومساندة أمريكية معروفة!!؟، ومعه نسترجع الأحداث، ونقرأ التاريخ، ونحلل المواقف فتزداد القناعة بأن ما حدث كان مخططاً له بشكل دقيق، سبقته إرهاصات وتداعيات وله ما بعده من أحداث عاصفة ومؤلمة لم تهدأ بعد، وربما لن تهدأ حتى يصطلي الجميع في عراقنا الحبيب بنارها -لا سمح الله.
شخصياً أحس بغصة في الفؤاد حين تشرق شمس يوم عيد الأضحي، لأنني على يقين أن الحدث في مجمله دون قراءة بما وراء السطور وما هو خلف الكواليس من معطيات سياسية وعسكرية. أقول إن هذا الحدث يدل في مجمله على أن مرحلة جديدة في تاريخ العلاقة بين السنة والشيعة في العراق وربما خارج العراق قد بدأت، وأن الباب قد سقط ومع سقوطه حمي الوطيس وأشتد أوار المعركة وقوي لهيبها واتسعت دائرتها وعظم خطرها، ولي وعندكم وفي الواقع ألف دليل وبرهان على ما أقول. حفظ الله أهل السنة وأعاد لنا العراق وحقن الدماء في أرض الشام ووقانا جميعاً شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وحمى الرب القدير القوي القاهر الكبير بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً وأرضاً، دمتم في أمن وأمان ودامت أفراحنا وأفراحكم، وكل عام وأنتم بخير، وإلى لقاء والسلام.