في مثل هذه الأيام المباركة من العام الماضي، عيِّن صاحب السمو الملكي الأمير - محمد بن نايف وزيراً للداخلية ؛ وقد تعاقب عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء من أبناء وأحفاد المؤسِّس الموحِّد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - على تولِّي رئاسة ديوان «وزارة الداخلية» منذ تأسيسها عام (1350هـ - 1931م)، وقد كان دأبهم جميعاً السعي للنهوض بمقوّمات الأمن والاستقرار لهذه البلاد المباركة «أرض الحرمين الشريفين»، وقد أخذوا بأسباب الرّقي والتقدم في جميع المجالات الأمنية لتطوير هذا الجهاز الرائد في صناعة الأمن «وزارة الداخلية»، وكانوا يداً واحدةً في تحقيق ذلك ؛ وهذا ليس بغريب على أبناء هذه الأسرة المباركة «كشجرة مباركة تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها»، وكان أول من تولّى رئاسة ديوان «وزارة الداخلية» منذ تأسيسه:
- صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود - الملك فيما بعد رحمه الله - حيث تولّى وزارة الداخلية عام (1350هـ وحتى عام 1353هـ)، ثم تقلّد هذا المنصب أيضاً بتاريخ (20-9-1378هـ إلى 1380هـ)، وتولّى بعده عدد من الأمراء «وزارة الداخلية» وهم:
- صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل بن عبد العزيز - رحمه الله -، حيث تقلّد منصب وزير الداخلية بتاريخ (26-8-1370 إلى 20-9-1378هـ).
- صاحب السمو الأمير - مساعد بن عبد الرحمن - رحمه الله - تولّى منصب وزير الداخلية بتاريخ (18-1-1380هـ إلى 3-7-1380هـ).
- صاحب السمو الملكي الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز - رحمه الله - تقلّد منصب وزير الداخلية بتاريخ (3-7-1380هـ وحتى 1-4-1381هـ).
- صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز - رحمه الله - تولّى منصب وزير الداخلية بتاريخ (1-4-1381هـ إلى 3-6-1382هـ).
- صاحب السمو الملكي الأمير - فهد بن عبد العزيز - خادم الحرمين الشريفين رحمه الله - تقلّد منصب وزير الداخلية بتاريخ (3-6-1382هـ وحتى 17-3-1395هـ).
- صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - وليّ العهد رحمه الله - تولّى منصب وزير الداخلية بتاريخ (18-10-1395هـ) وحتى وفاته عام 1433هـ.
- صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز - حفظه الله - تقلّد منصب وزير الداخلية عام (1433هـ).
وكان آخر هذه المنظومة الأمنية المباركة، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف - وفّقه الله وسدّد خطاه -، ويُعَد سموه الكريم قامة من قامات الأمن التي تخرّجت واستفادت من مدرسة الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - رجل الأمن الأول الذي أسّس الأمن بمفهومه الحديث؛ وقد كان قرب الأمير محمد من والده قد صقل شخصيته من الناحية الأمنية كرجل مسئول عن أمن المواطنين والمقيمين؛ وأكسبه «فن الإدارة» بحسّها الأمني المميّز؛ وخبرة وحنكة أهّلته لتقلُّد هذه المهمة الصعبة، وقد استطاع منذ توليه منصب «مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية» قبل قرابة الأربعة عشر عاماً ؛ أن يحقق الكثير من الإنجازات الأمنية، والتي كان من أهمها «مكافحة الإرهاب» والعمل على اجتثاثه من جذوره، وكذلك حرص سموه الكريم على تقديم الدعم والمساعدة لكل الحالات الإنسانية، وفي مقدمتها مواساة أسر الشهداء في الحرب على الإرهاب، وتوجيه الرعاية الصحية للمرضى والمصابين منهم؛ وكان له دور كبير في استعادة المعتقلين من أبناء الوطن في جوانتاناموا؛ كما حرص سموه الكريم على إنشاء «مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية» والذي يُعَد من أبرز المراكز الفاعلة لتأهيل الشباب المغرر بهم على مبدأ الحوار، والعمل على عودتهم إلى جادّة الصواب للاندماج في المجتمع.
فيعتبر الأمير محمد بن نايف شخصية وطنية مليئة بالتنوع وتعدُّد التخصصات والمهام؛ فقد ظل ينهل من معين «المدارس الثلاث» وهي: المدرسة الأكاديمية الخارجية؛ ومدرسة الأمير نايف الإدارية الأمنية الداخلية؛ ومدرسة الحياة الشاملة والمتكاملة؛ مما وهبه الخبرة والمعرفة والتميز فحظي بثقة خادم الحرمين الشريفين ؛ فصدر أمره الكريم بتعيينه «وزيراً للداخلية» في مثل هذه الأيام من العام المنصرم, وقد حرص سموه الكريم على أمن الحجيج وراحتهم والرقي بالخدمات التي تقدمها القطاعات الأمنية جمعياً في موسم الحج، وغيره من المواسم لخدمة المواطن والمقيم.
وأبشر الأمير محمد بقوله صلى الله عليه وسلم: (عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله؛ وعين باتت تحرس في سبيل الله) .. سائلين الله عز وجل أن يعينه على إرساء قواعد الأمن وحفظه، وأن يوفقه ويسدد خطاه، ويبارك في جهوده الأمنية وجهود العاملين معه في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان، وأن يحفظ لنا أمننا ووطننا واستقرارنا؛ وصلى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.