الكل يلمس هذا التطوير السريع الذي آلت إليه «الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي» منذ أن تولى إدارة دفتها شيخنا الفاضل معالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام؛ الذي وفقه الله تعالى في الجمع بين الإمامة والإدارة، مما أحدث نقلة نوعية في «رئاسة الحرمين» تشمل جميع المرافق التابعة لها الإدارية والعلمية والإعلامية، التي شاهدها القريب والبعيد.

وإن لرئاسة الحرمين دورا واضحا وجليا في نشر العلم الشرعي، ويتضح ذلك في اعتنائها بالمعاهد والمكتبات، والدروس العلمية؛ والدورات الشرعية؛ التي قد أولاها الرئيس العام عناية خاصة، حيث قام بسعيه الدؤوب في جعل القسم العالي بمعهد الحرم المكي الشريف وفرعه المدني كلية علمية لتكون نواة لـ»جامعة الحرمين الشريفين» لتخريج الكثير من طلبة العلم الشرعي ليكونوا دعاة في جميع أنحاء العالم.

وكذلك افتتاح قسم لمكتبة الحرم المكي الشريف بتوسعة الملك فهد -رحمه الله- وبمجرد الدخول إليه يعني ذلك العيش في جو يعبق بالعلم وأريج البحث بالمسجد الحرام، ويفد لهذه المكتبة الكثير من النخب العلمية من الطلبة والزائرين؛ ونأمل بأن تنتقل المكتبة كاملة لتوسعة خادم الحرمين الشريفين بعد الانتهاء منها كما كانت عليه سابقاً.

وكذلك الاهتمام بالتنويع في الدروس العلمية التي تلقى بأروقة المسجد الحرام والساحة الداخلية التي نتمنى أن يعتنى أكثر بالتنويع فيها من خلال التخصص والعلوم الشرعية بشتى أنواعها، والاهتمام ببقية المذاهب الفقهية.

ومن إنجازات رئاسة الحرمين مؤخراً إنشاء «مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي» الذي يقوم بنشر كل ما يتعلق بالحرمين الشريفين من الناحية العلمية والتاريخية، والاعتناء بالتراث الإسلامي ونشر المخطوطات الخاصة بالحرمين وتحقيقها ويهدف هذا المركز لأمور عدة:

- كتابة ونشر البحوث والدراسات العلمية المنهجية المؤصلة التي تخدم الحرمين الشريفين وقاصديهما.

- تحقيق ونشر التراث الإسلامي المخطوط المتوافر في مكتبات الحرمين.

- التعاون مع مراكز البحث العلمي فيما يخص البحوث والدراسات العلمية والمخطوطات التي تتعلق بالحرمين الشريفين.

- إقامة المؤتمرات والندوات العلمية الخاصة بخدمة الحرمين والاعتناء بالنوازل والقضايا المستجدة في الحرمين الشريفين.

- إصدار الدوريات المحكمة وغيرها والإسهام في دعم المجلات العلمية الصادرة من الرئاسة ومن مراكز البحث العلمي المحلية والدورية.

- الإسهام في نشر الدروس العلمية المقامة بالحرمين والخطب وترجمتها.

- دعم الباحثين - محلياً ودولياً - لبحوث وتراث الحرمين الشريفين.

- إبراز مدى اهتمام حكومة هذه البلاد المباركة بالحرمين الشريفين وقاصديهما.

- نشر إصدارات وأنشطة المركز باللغة العربية وغيرها عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

ومن إنجازات الرئاسة أيضاً إصدار مجلة «الحرمان الشريفان» وهي مجلة ثقافية علمية دورية تعتني بالجديد من أخبار الرئاسة وإبراز أهم أنشطتها وتسليط الضوء على المشروعات الحضارية لتوسعة الحرمين الشريفين، وكذلك بعض المقالات والحوارات العلمية؛ ناهيك عن العزم على إقامة «موسم ثقافي» لإحياء دور المسجدين العلمي والدعوي والثقافي.

وإن أعباء العمل الإداري بالرئاسة والمتمثلة في المتابعة والإشراف على جميع الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والمصلين في جميع المواسم والأوقات لم تثنِ عزم شيخنا معالي الدكتور عبدالرحمن السديس عن أداء رسالته العلمية لتعزيز دور الحرمين الشريفين العلمي والدعوي والمتمثل في الإمامة والخطابة والإفتاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإشراف على المعاهد والمكتبات وإقامة الدورات العلمية، وكذلك الاعتناء بجانب التأليف والكتابة، وإن آخر ما وقفت عليه من مؤلفاته العلمية كتاب صدر حديثا بعنوان (علم أصول الفقه وأثره في صحة الفتوى)، وهو من أنفس ما قرأت في هذا الباب ولسان الحال يقول لشيخنا الفاضل:

عبدالرحمن له أيدٍ سوابغ في

معاقل العلم جلت وهي أزهار

لدى الرئاسة أضحى قلبها وغدا

لها المحرك في عينيه إصرار

ترى على ثغره البسمات ماثلة

بسمات صدق لها في النفس آثار

قد اكتسى حللاً من التواضع لا

من الترفع نحو المجد سيار

هذي الخلائق تبدو للجميع إذا

ما شاهدوه وهل للشمس إنكار

فكل الشكر والتقدير لشيخنا معالي الدكتور عبدالرحمن السديس على هذه الجهود المشكورة لبث العلم والتشجيع على طلبه والتحصيل عليه، التي قد لاقت الاستحسان والتقدير لدى ولاة الأمر -وفقهم الله تعالى- جميعاً للرقي بخدمة الحرمين الشريفين.

@khalidmalansary
- عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية