من الأرقام المُخيفة التي أعلنتها الأمم المتحدة، أن نحو (5 آلاف) طفل حول العالم، يموتون (يومياً) بسبب أمراض لها علاقة بنظافة اليدين!.
هذه الأمراض الفتاكة سببها الرئيس (عدم غسل الأيدي)، لكون الجراثيم العالقة بها هي المسؤولة عن نقل الإسهال القاتل، والالتهاب الرئوي وأمراض أخرى والتسبب فيها، وبالتالي القضاء على أكثر من (3.5 مليون طفل) سنوياً دون الخامسة، واللافت أن غسل اليدين بالماء (غير كافٍ)، وهو ما تسعى الأمم المتحدة من خلال اليوم العالمي (لغسل اليدين) لفت الانتباه إليه، بضرورة أن يكون غسل اليدين قبل التعامل مع الأطفال (دون سن الخامسة) بالماء والصابون، للقضاء على البكتيريا أو أي مصادر للجراثيم تكون عالقة بالأيدي!.
الأمم المتحدة لم تبدأ في الاحتفال باليوم العالمي (لغسل اليدين) إلا منذ العام 2008 م، ومن المؤسف أن هذه المناسبة العالمية الهامة التي تصادف بعد غدٍ (15 أكتوبر) لن نتمكن في السعودية من لفت انتباه الآباء والأمهات وطلاب المدارس إليها بسبب إجازة عيد الأضحى، ولضرورة وأهمية هذا التثقيف أقترح أن تُبادر وزارة التربية والتعليم، وكذلك وزارة الصحة إلى نشر هذا الوعي بين طلاب المدارس وأمهاتهم من خلال (حملة توعوية) تقام حتى لو بعد الخامس عشر من أكتوبر!.
التحدي العالمي الأكبر اليوم في هذه المسألة، يتمثَّل في كيفية إقناع سكان دول العالم بعدم الاكتفاء بغسل اليدين (بالماء فقط)، لأنه ثبت طبياً أنه لا يقتل الجراثيم ولا يكفي لإزالة الأوساخ العالقة، مما يتطلب ضرورة تحولهم إلى غسل الأيدي بالماء والصابون (معاً) كجزء من الثقافة الصحية اللازمة، وكيف سيقتنع البعض أن غسل اليدين بالماء والصابون ليس ترفاً، أو ترويجاً لسلع تجارية نتيجة اتفاق جهات حكومية وخاصة على الترويج لمثل هذه المخاوف؟!.
هناك مئات من المشاهير حول العالم يخرجون في وسائل الإعلام للترويج لغسل اليدين (بالماء والصابون) كنوع من التدخلات الطبية غير المكلفة لحماية الأطفال في بلدانهم!.
فهل سنرى مبادرات مماثلة من أحد المشاهير لدينا لتبني هذه الفكرة، والمساهمة في تثقيف مجتمعنا بأهمية هذا اليوم (العالمي)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.