بصراحة لم يكن أحد يتوقع أن يلمح أو يعلن العراقيون انسحابهم من بطولة الخليج إذا لم تقر في البصرة، والحقيقة أن العراق ليس بحاجة إلى مزيد من العزلة الدولية أو العربية حتى على مستوى الرياضة، فهو ما زال يلملم جراحه على مختلف الأصعدة، ويحاول بكل الوسائل أن يعود إلى المجتمع الدولي وأن يكون في جلابيبه ووسط أحضان المجتمع من جميع النواحي، الذي ما زال محروما منها ويفرض عليه الحظر خاصة في الرياضة، وأعتقد أنه ليس بالإمكان إقامة أي بطولة إقليمية أو حتى عربية في ظل الحظر المفروض من الاتحاد الدولي والآسيوي على العراق حتى على مستوى المباريات الودية، ورغم أن دورة الخليج ما زالت خارج أجندة الاتحاد الدولي ولم يعترف بها إلى الآن إلا أنه لا يمكن الذهاب إلى البصرة والحظر ما زال قائما.
وإذا أخذنا مبدأ وأساس البطولة وهي التجمع الخليجي والتقاء أبناء المنطقة الواحدة فلا فرق بين جدة والبصرة خاصة أن هاتين المدينتين تقعان في دولتين جارتين يربطهما أواصر المحبة والدم والعرق فعلى العراقيين أن يكونوا أكثر واقعية وأن يعملوا جاهدين على رفع الحظر عن بلادهم بمساعدة إخوانهم الخليجيين والعرب والأصدقاء الآسيويين لتعود كما كانت من ضمن المجتمع الدولي ولكن ليس بالاحتجاجات والانسحابات التي تسجل ضدهم وتزيد الأمور تعقيداً وهذا ما لا يتمناه أي خليجي أو عربي على حد سواء.
في الأهلي الكل محتقن
الحقيقة التي يجب أن يعيها الأهلاويون قبل غيرهم أن الضغط الجماهيري والإعلامي خاصة بعد الكبوات المتتالية والخروج الآسيوي الأخير يجب أن يتم التعامل معه بواقعية وبدون تشنج فقد تكون المرة الأولى التي أشاهد بها كل شيء محتقن في النادي الراقي، فبعد خوض 6 جولات من الدوري كانت النتيجة والحصيلة تهديدا من رئيس النادي الخلوق الذي لم نتعود منه هذه اللهجة، ومدربا مهزوزا ومتعاليا، ولا يرضى بالرأي الآخر ولاعبين متنرفزين وقد برهن على ذلك ما حدث من اللاعب باولو سيزار الذي كشف عن صغر عقليته الاحترافية، ويبقى الأهم وهو الجمهور الذي ما زال غاضباً وغير مقتنع بما يقدمه الفريق وانحصار معظم نتائجه على التعادل، وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره ويبقى الشاحن الأساسي وهو الإعلام الذي لا أعتقد أنه وفق في الفترة الماضية خاصة بعد اللقاء الأخير أمام الجار نادي الاتحاد عندما ذهب بعض الإعلاميين إلى التشكيك في نزاهة الحكم والدخول في الذمم، وكل هذا من أجل نقطتين فقط فقدهما الفريق ولم يكن في الأساس مؤهلا لتجاوزه، فعلى الأهلاويين أن يكونوا أكثر واقعية تجاه فريقهم ولا يمكن أن يعودوا ما لم يعترفوا في ضعف بعض العناصر وفقدان اللاعب المميز الذي يستطيع أن يحسم أي لقاء خاصة في المقدمة، فدائماً لا يمكن علاج أو تجاوز أي خطأ ما لم يتم الاعتراف به.
نقاط للتأمل
- انقلبت الموازين في الجولة السادسة وأصبحت الأمور متساوية بين أكثر من 5 فرق، جميعها مهيأة للحصول على بطولة دوري جميل، وهذا ينصب لصالح الكرة السعودية.
- يلتقي يوم الثلاثاء المقبل «يوم العيد» منتخبنا والمنتخب العراقي في وضع غير مشجع خاصة في ضعف العناصر في خط الظهر وضعف الحراسة بعد أن تجاهل مدرب المنتخب العناصر الأفضل.
- أتمنى ألا يعود سيناريو اللاعب محمد نور وانضمامه للمنتخب الذي شهد لغطا كبيرا، حتى أن الرئيس العام آنذاك تمنى انضمامه ولم يحدث، فهل يتكرر نفس السيناريو مع الحارس عبدالله العنزي؟
- خسارة الهلال من الرائد وأمام جماهيره لم تكن مفاجأة أو مستغربة فأي فريق لا يحترم الفريق الآخر، ويشعر بأنه محطة استراحة دائماً ما تكون النتيجة عكسية، ويأكل على رأسه، وهذا ما حدث للهلال تماماً.
- يجب أن يعي محبو ومشجعو نادي النصر أن الصدارة قد تذهب في أول مواجهة، فالاحتفال بها لا يليق ولا يقبل على فريق يطمع جمهوره أن يتوج بطلاً في نهاية الموسم.
- لجنة الانضباط نامت طويلاً وخرجت علينا بقرارات أقل ما يقال عنها بأنها غير مدروسة وأشبه بالعنجهية فإيقاف لاعبين من النصر أربع مباريات لكل منهم، هو إرضاء لأطراف أخرى اتخذ في حقهم قرارات غير مقنعة.
- الأندية الكبيرة بدون راع باسثناء الهلال ولاعبيها يطالبون بالملايين وإدارات الأندية توافق لإرضاء الجماهير وفي الأخير تصبح ديون شبه معدومة ويخرج اللاعب بأقل الأضرار وهي تقسيط حقه بعد أن يتنازل عن جزء كبير منه.
- اتجاه رجال الأعمال وبعض منسوبي الأندية للاستثمار في الأندية الخارجية وخاصة الأوروبية دليل دامغ على أنه لا أمل في خصخصة الأندية لدينا أو دخول رجال الأعمال في استثمار الرياضة، وكل ما يحدث هو استهلاك للوقت فقط.
- تغييب مدرب النصر للاعب محمد السهلاوي خسارة لأحد أهم المهاجمين في الكرة السعودية وتقع المسؤولية على إدارة النادي التي تركت الحبل على الغارب للمدرب الذي أجد أنه غير مستقر على تشكيلة معينة.
خاتمة:
من العايدين الفائزين إن شاء الله.. يحل العيد علينا وبلادنا تعيش في أعز أمجادها ورخائها وتلاحم أبنائها مع قيادتها وكل ما هو مطلوب هو الشكر والامتنان لله سبحانه، فبالشكر تدوم النعم.
نلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة»، ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.