يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُم (216) سورة البقرة.
- لقد أظهرت الأحداث المتتالية التي يمر بها عالمنا العربي في السنوات الأخيرة تأكيد استهداف استنزاف الدول العربية مالياً واقتصادياً، وأن الثورات المتلاحقة والفتن تتم بفعل فاعل خارجي. فمروراً بتقسيم السودان والعمل على تقسيم العراق سنة، شيعة وأكراد ما هو إلا جزء من المؤامرة الخارجية.
- إلا أن الأحداث الأخيرة في تونس وليبيا ثم مصر ودور أمريكا الواضح بمساعدة الإخوان في هذه الدول ما هو إلا أحد أوجه المؤامرة الأمريكية الصهيونية لزرع الفتن والقلائل في هذه الدول، (ساعد على ذلك فساد الحكم بهذه الدول). إلا أن وصول الإخوان إلى الحكم بهذه الدول الثلاث لم يكن من قبيل المصادفة وهو جزء من نظرية (الثورات الخلاقة). حيث خططت لذلك الـ CIA منذ نحو خمس سنوات عندما اجتمعت (اجتماعها المعروف) مع الإخوان لدراسة مستقبل المنطقة.
- والعلاقة بين الإخوان وإيران معروفة (منذ تأسيس الحركة) وأن حركة الإخوان مع ذلك هي حركة سياسية لا دينية. لقد خسر الإخوان سياسياً (كثيراً) من سمعتهم بعد توليهم السلطة في مصر (كما في تونس وليبيا) واتضح ان هدفهم ليس مصالح شعوبهم، كما اتضح علاقتهم بالخارج وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية ومخططاتها بالمنطقة. ان وجود الإخوان في أكثر من 80 دولة وان ثروتهم التي تتعدى الـ60 مليار دولار التي لم يصرفوا دولاراً واحداً منها لصالح شعوبهم وتحسين أوضاعهم المعيشية في مصر وركزوا على اقتناء السلاح بكل أنواعه.
- كما أظهرت لنا هذه الأحداث الإخوان وقياداتهم بالمملكة الذين ظهروا في الفضائيات، كما قام بعض من علمائنا الكرام ببيان رأيهم الديني في هذه الحركة المشبوهة.
- لقد ظهر في السنوات الأخيرة ما يسمى الإسلام السياسي وبالذات بعد حرب أفغانستان التي نتج عنها القاعدة.
- كمواطن ساءني ما نشرته جريدة الوطن البحرينية بعددها الصادر 7-10-2013 حول تصريح جون كيري بأن برنامج إيران النووي سلمي وإلى التقارب المفاجئ (بل والتودد) الأمريكي الإيراني المعروفة أطماعها بدول الخليج العربي، والأنباء الأمريكية الأخيرة عن قرب إنتاج إيران للقنبلة النووية خلال عام. ومعروف أن برنامج إيران النووي هو اساساً برنامج أمريكي تم الاتفاق عليه في عهد الشاه الذي كانت أمريكا تعده ليصبح بوليس المنطقة. كما لا ننسى أن أمريكا هي السبب بأن أصبحت إيران دولة عسكرية كبيرة بالمنطقة (سواء بحسن نية أو سوء نية) وأكبر دليل على ذلك هو تسليم أمريكا السلطة في العراق للطائفة الشيعية وقتلهم للسنة تحت سمع وبصر أمريكا عندما كانت تحتل العراق باسم (أسلحة الدمار الشامل)، ولكن أفزعني أكثر ما نشرته جريدة نيويورك تايمز عما سمته خريطة الشرق الأوسط الجديد التي قسمت خمس دول عربية إلى أربعة عشر دولة (سورية - العراق - ليبيا - السعودية واليمن) العدد الصادر 28 سبتمبر 2013.
- ان هذه المعلومات لابد ان لها أساسا وأنها سربت في هذا الوقت بقصد. معروف في السياسة المبدأ أنه لا يوجد صديق وإنما مصالح. ان الأحداث الأخيرة ستكلف دول المنطقة عشرات المليارات للقتل والتخريب والدمار وإضعافها ومن ثم للبناء والتسليح فيما بعد.
- نسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل شر وفتنة وأطماع، وأن يرد الشر إلى أصحابه في نحورهم.