من واقع تجربته المباشرة وخبرته الطويلة الثرية كتب أستاذ الإعلام الكبير والخبير منصور الخضيري في جريدة الوطن السعودية مقالاً مطولاً ومفصلاً من جزءين عن تاريخ وأهمية ومراحل تطور النقل التلفزيوني للدوري السعودي, وتأثيره القوي ومردوده الإيجابي على مكونات كرة القدم وزيادة إيراداتها وتنويع وتشجيع مصادر دخلها من الرعاة والمعلنين, ولأن هناك إشكالية فيما يتعلق بمواعيد صرف مستحقات النقل لاتحاد الكرة، ومنه لرابطة دوري المحترفين؛ لتتولى بدورها توزيعها على الأندية الأعضاء في الرابطة. ولحسم هذا الموضوع العالق اقترح أبو عبدالعزيز عقد اجتماع للتنسيق والتفاهم والتحاور والتفاوض على طاولة واحدة بين الجهتين ذات العلاقة: الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ورابطة دوري المحترفين, ويتم خلاله إقرار رفع قيمة النقل وإقناع وزارة المالية بذلك, إضافة إلى أهمية أن تسمح الهيئة ببيع عدد من المباريات للقنوات الرياضة، وخصوصاً المملوكة من سعوديين..
امتداداً وتأكيداً لما طرحه الأستاذ منصور، ونتيجة لما نلمسه من تذمر ومعاناة من معظم الأندية بسبب ضعف المردود المالي وتأخير صرف مستحقات النقل لفترات طويلة تتجاوز العام وربما أكثر، فإن قضية النقل التلفزيوني من حيث القيمة ومواعيد الصرف وانعكاس ذلك سلباً أو إيجاباً على الأندية واتحاد الكرة تتطلب الوضوح وتحديد المسؤوليات والالتزام بها من كل الأطراف، وألا تخضع لفزعة أو مكرمة من أحد, ومطلوب من اتحاد الكرة أن يكون له موقف قوي في حفظ حقوقه وحقوق الأندية, وألا يترك الرابطة وحيدة, وأن يمارس دوره وصلاحياته التي يكفلها له الاتحاد الدولي؛ وبالتالي يحق له أن يقدم ما يراه مناسباً له وللأندية من مواصفات وشروط كتلك المعمول بها في دوريات المحترفين المعروفة, التي تكفي استثماراتها لدعم الأندية بأرقام تسد جزءاً كبيراً من عجزها المالي. زد على ذلك أن تطوير النقل وتفعيله وتوسيع وتنويع القنوات الناقلة سيتيح فرصاً أكبر لجذب الشركات الراعية للأندية.
نحتاج إلى مثله كثيراً
الأسلوب الذي أدار به الدكتور عبدالله البرقان لجنة الاحتراف منذ أن تولى قيادتها هو بالضبط ما كنا نطالب به باتجاه اتحاد الكرة وسائر اللجان. كثيرون توقعوا نجاح البرقان؛ الأمر الذي دفع البعض إلى التشكيك في مؤهله وأمور أخرى شخصية تافهة، لا لشيء سوى محاولة تعطيله وإحباطه وتطفيشه حتى لا يقف في وجه المتلاعبين بالأنظمة، ويتركهم يعبثون بها كما في سنوات الفوضى الماضية..
الأمر بالنسبة لإداري كالبرقان مخلص متمكن نزيه فاهم وخبير في مجال عمله سهل وممكن، لا يحتاج إلى بطولة أو جهد خارق أو اختراع أسلوب جديد ومختلف, بقدر ما يتطلب الحرص على أداء مهامه بطريقة نظامية تشمل الجميع، ولا تستثني أو تفضل أحداً على الآخر, وهذا ما افتقدته كثير من لجان وأجهزة اتحاد الكرة في التشكيلات السابقة, وهذه هي الخطوة الأولى التي من المفترض أن تتخذها كل اللجان إذا ما أرادت لنفسها ولاتحاد الكرة النجاح والارتقاء بعمله وبرامجه ومخرجاته..
لاحظوا كيف كان حازماً دقيقاً مهتماً بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته, ومع هذا لم يجرؤ أحدٌ على انتقاده أو الطعن والتشكيك بقراراته؛ لأنه ببساطة يطبق النظام ويتعامل مع لوائح لا تخضع لمزاج هذا أو رغبة ذاك، أو تدخل مسؤول أو نفوذ رئيس نادٍ, ولم يورط نفسه باستثناءات وتسهيلات كانت من أسباب معوقات وتراجع الكرة السعودية أندية ومنتخبات, كما أنه بذلك ساهم في ضبط وتنظيم اتحاد الكرة, وقدم درساً لبقية اللجان ومنسوبي الاتحاد في كيفية الإدارة باحترافية وبمسؤولية حقيقية, نتطلع إلى أن يسود هذا المنهج الإداري الرائع مختلف الاتحادات واللجان والأجهزة الرياضية بما في ذلك الأندية, التي تعاني هي الأخرى من التخبط في إدارتها وقراراتها وتعاقداتها كافة وأيضاً مستوى إنفاقها..
شكراً دكتور عبدالله, وكثر الله أمثالك, فكل رياضتنا بل حتى مختلف القطاعات الحكومية تحتاج إلى كوادر كهذه، تدير مؤسسات الوطن وهموم وشؤون المواطن بعقلية ترفع شعار العدالة، وتحترم النظام ليكون؛ وحده أسلوب معاملة وطريقة إدارة..
من الآخر
· بدلاً من الكلام الفارغ والهم والغم والتأجيج والضجيج, هاتوا حكامًا أجانب وريحوا أنفسكم وريحونا..
·لجنة الحكام هي من تجلب المشاكل لنفسها بعنادها وسوء اختيارها لبعض الحكام في مباريات سابقة مثيرة للجدل..
· مؤسف ومحبط أن يصل النقد لهذا الحد، وتتفرغ البرامج الرياضية للحديث عن زي المدرب سامي الجابر..
· حارس النصر عبدالله العنزي نجومية لافتة، أتمنى أن يستفيد منها الأخضر في ظل التدهور الفاضح لجميع الحراس.
abajlan@hotmail.com