خلافات حادة بين الرئاسة والمؤسسة العسكرية
الحرس الثوري الإيراني ينتقد سعي حكومة روحاني لترضي الغرب
طهران - أحمد مصطفى:
تواصل شخصيات في الحرس الثوري الإيراني انتقاداتها للمكالمة الهاتفية بين الرئيس روحاني ونظيره الأمريكي أوباما، كما انتقدت سعي حكومة روحاني لترضي أمريكا في وقت لم تعلن فيه واشنطن أي تنازل إزاء العقوبات والضغوطات الأخرى.
فقد أعلن المساعد السياسي لقائد الحرس الثوري الإيراني العميد رسول سنايي راد أنه لا ينبغي لدبلوماسية أن توجه ضربات للأصول الاستراتيجية لنظام. وأضاف بأن الليونة الدبلوماسية هي ليونة مقتدرة، وليست المساومة أو التنازل عن ثوابت إيران، حسب تعبيره. وأكد المسؤول في الحرس الثوري أن الليونة الدبلوماسية لا تسمح لنا بترك الميدان والتراجع إزاء تحركات الأعداء. وكان ممثل المرشد خامنئي في كيهان حسين شريعتمداري قد انتقد تصريحات الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف بسبب تأيدهما لوقوع مذبحة الهلوكوست، وقال إنهما منحا إسرائيل أكبر الامتيازات، وقال إن تصريحات الرئيس روحاني بضرورة إلحاق إسرائيل بمعاهدة إن بي تي تمثل أكبر انتصار لإسرائيل؛ لأن هذا التصريح لا يهدد إسرائيل بالفناء بل يطالبها كدولة بالالتحاق بالمنظمة الدولية.
في السياق ذاته تواصل شخصيات في الحرس الثوري اعتراضاتها على قبول الرئيس روحاني الرد على مكالمة أوباما الهاتفية، وقال مساعد القائد العام لقوات حرس الثورة العميد حسين سلامي اليوم إن قوة واقتدار إيران في منظمة الأمم المتحدة كانت ستبقى على حالها لولا الاتصال الهاتفي بين روحاني وأوباما. وأكد العميد سلامي أنه كان من الأفضل ألا يتم الاتصال الهاتفي بين روحاني وأوباما؛ لأن أمريكا كانت بصدد التعويض عن التهديد باتصال هاتفي. وضمن إشارته إلى الخطاب الأخير للرئيس الأمريكي الذي أعلن فيه أن خيار الحرب ما زال مطروحاً على الطاولة أكد العميد سلامي أن إيران وضعت خيارات عدة لمواجهة أي عدوان؛ إذ إنها لا تعيش في الفراغ، وقد وضعت خطة متكاملة لمواجهة أي عدو والانتصار عليه.
في السياق ذاته، أكد ممثل المرشد علي خامنئي في محافظة أذربيجان الشرقية محسن مجتهد شبستري، ردًّا على تصريحات أوباما، أنه إذا زعمت أن الخيار العسكري مطروح على الطاولة فإن أصابع القوات المسلحة الإيرانية على الزناد. وقال إن القوات المسلحة الإيرانية ستحول تل أبيب والأراضي المحتلة إلى حفنة من الخراب في أقل فترة زمنية ممكنة إذا واجهت أدنى تهديد. وأشار إلى تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نتنياهو في لقائهما، وقال إن رسالتنا لهم أن القوات المسلحة الإيرانية على أهبة الاستعداد في التصدي لأدنى تهديد، وإنها تمتلك القدرة على ضرب تل أبيب والأراضي المحتلة كافة، وتدميرها خلال فترة قصيرة.
