عندما تشعر بأن الخطر يلاحقك في داخل منزلك ومن أقرب الناس لك فهذا أمر لايتحمله أي إنسان مهما كان قادراً على احتواء المشاكل، ولايتقبله العقل العادي حتى ينام قرير العين هادئ البال ! وهذا عندما يكون الخطر أذىً جسدياً أو نفسياً أو ابتزازا مادياً أو عاطفياً مما يفقده قيمة الإحساس بأهمية الانتماء الاجتماعي والأسري الذي يساعده على التسلح بمواجهة أي مخاطر تواجهه في حياته! ولكن عندما يكون الخطر لايتقبله أي عقل عادي، ولاترضاه الشريعة الإسلامية، ولاتتحمله النفوس البشرية السوية، ولاترضاه القيم والمبادئ الإنسانية، وبها تتحول الحياة داخل تلك الأسرة إلى غابة لاقانون فيها ولاخوف من الحساب ولااعتبار لرابطة الدم والقربى الحميمة، حيث لايسيطر فيها إلا إشباع الشهوات الحيوانية بدون ضابط ولاتوجيه! وهذا مايحدث للأسف الشديد في تلك البيوت المظلمة بأحداثها الجنسية التي لاترضي الله ولارسوله، ويُهز لها العرش العظيم ! تلك البيوت التي لايخاف أولياء أمورها حرمة عرض المحارم ويستغلها لإشباع شهواته المريضة بحكم مكانته الوالدية أو الأخوية الذكورية المُسيطرة على كيان تلك البيوت التعيسة! تلك الأحداث قد لايتخيلها كثير منكم ولايتقبلها ولايصدقها ويقول إنها ضرب من الخيال، بل إنها إساءة لسمعة مجتمعنا المسلم الذي حددت شريعته الإسلامية الحلال والحرام، وأساليب التعامل الأسري، والاجتماعي بأدق تفاصيلها، وهناك من يتهم الطرف الضحية بالكذب والافتراء لتحقيق مطالب خاصة لها! لذا فإنها لاتجد سوى تشويه السمعة المرتبطة بالجنس غير المشروع لكي تحقق ماتريد بعد الضغط على الطرف الذي يقف حجر عثرة أمام مطالبها كمثل “الرغبة في شخص ترفضه الأسرة”!!
لكن جميع هذه الأسباب واردة في بعض البيوت المفككة بعلاقاتها والكئيبة بأيامها، وفي الوقت ذاته هناك قصص حقيقية يشيب لها الرأس عندما تنتهك براءة الفتيات الصغيرات داخل منازلهن من أولياء أمور لايخافون الله في نسائهم ! هذه الحالات التي قد لاتستطيع الهروب من الذئاب التي تعيش معها وتحاول إقناعها بأن ماتقوم به من أفعال شاذة حق مشروع لها بحجة الملكية الأبوية، فإنها تكون ضحية لسنوات بسبب الرعب الذي تعاني منه بسبب التهديدات التي تحاصرها لو حاولت الشكوى لأي عنصر خارج الأسرة ! وقد لاتلجأ للشكوى إلا بعد مرور سنوات تكون بعدها من الصعب إثبات شكواها والمصيبة التي عاشتها لسنوات! لكن هناك حالات تنقذها الرحمة الإلهية عندما يتم اكتشافها من خلال زيارة عابرة لها لأحد الأطباء فيكتشف الحالة فيتدخل بالتبليغ لضميره الحيّ الذي لايرضى بالسكوت عن هذه الجريمة، وهناك من يتم اكتشاف حالتها من خلال ذكاء وأمانة مرشدة طلابية تخاف الله فتتجه مسرعة لإبلاغ الجهات المسؤولة للتدخل في إنقاذ هذه الضحية!
لكن الأخطر من ذلك أن هذه الحالات من الدهاء والمكر الذي لايوقعها في العقاب بسهولة، والسبب من وجهة نظري تأخر البت في هذه القضايا الحساسة وماتحتاجه من سرعة في التحويل للطب الشرعي منعاً لاختفاء علامات الجريمة بسهولة خاصة لمن يمارسون العلاقة بطريقة غير مباشرة، بهدف إخفاء علامات الاعتداء، مما يحميهم من العقاب الذي أوصت به الشريعة الإسلامية ألا وهو “القصاص” لأنهم من المفسدين في الأرض والمنتهكين لحرمة محارمهم!
لذا فإن هذه النماذج المنحرفة لن يكفي صدور نظام الحماية من الإيذاء بحقها، مادامت العقوبات غير مُعلنة وإجراءات البت فيها بطيئة!!