ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 29/04/2012/2012 Issue 14458

 14458 الأحد 08 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

في خطوة غير مسبوقة من دولة إيران المارقة، والمشاغبة التي تمادت في رسائلها الاستفزازية لدول الخليج بل والعالم العربي بأكمله، نجد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد قام بزيارة لجزيرة (أبو موسى) الإماراتية المحتلة!! فلم تكتف إيران بمد الطوائف الإرهابية في جميع بقاع العالم، أو التدخل في الشؤون الداخلية لعدد من الدول، ودعم وإنشاء القنوات الإعلامية المنحرفة عن الجادة السوية، بل تعدت ذلك إلى ما هو أكبر وأعظم وهي الزيارة العقيمة البائسة لهذه الجزيرة من قبل الرئيس الإيراني!!

ويحسن بنا أن نلقي الضوء على جزيرة (أبو موسى)، فهي - كما أوردته موسوعة (وكيبيديا) - واحدة ضمن مجموعة من الجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد احتلتها إيران في العام 1971م، وذلك منذ الانسحاب البريطاني من المنطقة، والجزيرتان الأخريان هما: طنب الكبرى، وطنب الصغرى.

وتقع (جزيرة أبو موسى) على بعد 94 ميلاً من مدخل الخليج العربي، مقابل ساحل إمارة الشارقة، حيث تبعد عن مدينة الشارقة نحو 60 كيلو متراً، بينما تبعد عن الساحل الشرقي للخليج العربي بحوالي 72 كيلو متراً. وتقع الجزيرة في جنوب الخليج العربي عند مدخله في مضيق هرمز.

والجزيرة ذات شكل طولي تبلغ مساحتها حوالي 20 كيلو متراً، وأراضيها سهلية منخفضة فيها تل جبلي يسميه السكان (جبل الحديد)، ويبلغ ارتفاعه 360 قدماً، وجبل آخر يطلق عليه الأهالي (جبل الدعالي)، (أي جبل القنافذ) وفيها بعض التشكيلات المعدنية مثل الغرانيت والمغر وهو أكسيد الحديد الأحمر الذي استغل منذ أكثر من 57 سنة قبل الاحتلال الايراني من قبل شركة ألوان الوادي الذهبي (ميكوم) البريطانية.

ويقطن (جزيرة أبو موسى) حوالي ألف وخمسمائة نسمة وجميعهم من العرب الأصليين الذين ينتمون إلى القبائل العربية في الساحل الغربي للخليج العربي، ويملكون مراكب كثيرة يستخدمونها في النقل التجاري اضافة للصيد. وفي الجزيرة إدارات حكومية تابعة لإمارة الشارقة تؤدي الخدمات للسكان، مثل مدرسة، للبنين والبنات ومستوصف للرعاية الصحية، ومركز للشرطة، إضافة إلى الخدمات الحكومية الأخرى، وهذا دليل واضح على أن هذه الجزيرة عربية، وتابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة!!

وقد أعرب مجلس الوزراء الموقر عن استياء المملكة واستنكارها للزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى جزيرة (أبو موسى) الإماراتية المحتلة من قبل إيران، وعدها انتهاكاً لسيادة دولة الإمارات ونقضاً لمختلف الجهود التي تبذل لإيجاد تسوية سلمية لحل قضية الجزر الإماراتية عبر المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

كما استنكرت دول المجلس زيارة الرئيس الإيراني إلى جزيرة (أبو موسى) باعتبارها عملاً استفزازياً وانتهاكاً صارخاً لسيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث وتتناقض مع سياسة حسن الجوار التي تنتهجها دول المجلس في التعامل مع إيران ومع المساعي السلمية التي دأبت دول المجلس في الدعوة إليها لحل قضية احتلال الجزر الثلاث.

كما انتقدت الولايات المتحدة زيارة الرئيس الإيراني لجزيرة (أبو موسى) وقالت إنها ساهمت في تعقيد المشكلة، ودعت إلى حل سلمي للخلاف.

إن زيارة الرئيس الإيراني لجزيرة (أبو موسى) في هذا الوقت بالذات، يعد توقيتاً سيئاً من المسؤولين الإيرانيين، ولم يحسبوا أية حسابات لمثل هذه التصرفات التي لن تجني منها إيران سوى إحداث شرخ في المنطقة، وتعقيد المسألة أكثر، فالوضع متأزم في جميع الدول، والكل مشحون بقضايا عديدة كل واحدة أكبر من الأخرى!!

ومن بجاحة وصفاقة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قوله: (إن أمن منطقة الخليج هو أمن مشترك بين دول المنطقة كلها)، ودعا نجاد في خطاب ألقاه في استعراض عسكري بمناسبة يوم الجيش الإيراني، دول الخليج للعمل معاً من أجل استقرار المنطقة.

وحين ترفض إيران الاحتجاج الإماراتي معتبرة أن زيارة نجاد لأبو موسى (شأن داخلي إيراني)، مجددة سعيها لتحسين العلاقات.. وقولها: إنها مستعدة للحوار مع الإمارات لحل ما سمته سوء التفاهم المحتمل، فإن ذلك قمة التناقض، وعذر أقبح من فعل، وإلا كيف تعتبر ذلك شأناً داخلياً إيرانياً، وتقول في نفس الوقت بأنها مستعدة لحل سوء التفاهم المحتمل.

تلكم أيها الإخوة جزيرة (أبو موسى) المسلوبة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي ضمن ثلاث جزر محتلة، وذلك بوضع اليد الإيرانية عليها منذ أكثر من أربعين عاماً دون خوف من الله، ولا حياء من الناس، دمتم أعزائي بخير ومحبة.

 

صفاقة الرئيس الإيراني في زيارته لجزيرة (أبو موسى) المحتلة!!
د. ناصر بن عبد الله الخرعان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةجريدتيالأرشيفجوال الجزيرةالسوق المفتوحالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة