أشياء تحدث في الهلال هذه الأيام غريبة إلى غريبة جداً.. الفرق السنية بدأت الموسم على أحسن ما يرام.. إلاّ أنها سرعان ما أخذت في التقهقر شيئاً فشيئا إلى أن تحولت مع مرور الوقت إلى محطة للتزود بالنقاط بعد أن أضحت صيداً سهلاً يسهل افتراسه حتى على مستوى فريق مثل فريق القادسية «مع احترامي للقادسية».
شاهدت بعض مباراة شباب النادي أمام الاتحاد يوم الأربعاء ويا لسوء ما شاهدت.. حتى إن ابني الذي كان إلى جواري سألني: هل هذا الفريق يتدرب حقيقة أم أن اللاعبين يتجمعون قبل المباراة بيوم لخوض المباراة في اليوم التالي وربك سامع الدعاء.
الفريق الأول: يتقدم بالثلاثة أمام فريق متهالك إلى آخر المباراة وفي بضع دقائق يسلم الجمل بما حمل للمنافس والحكم (المهزوز).
وهنا أعتب كثيراً على الخبير الجابر الذي لم ينبه عناصر الفريق إلى ما يمكن حدوثه من خطر تحكيمي بعد أن اتضح تساهله مع خشونة لاعبي الغرافة بشكل سافر، مما يوحي بأنه في ما سواها أكثر تساهلاً.. وكان على الجابر توعية الدفاع بضرورة أخذ الحذر والحيطة في تعاملهم مع المنافسين في الأماكن الخطرة على اعتبار أن الشبهة في قاموس الحكم المهزوز تصبح إشارة مرور إلى حيث يرغب في توجيه الدفة.
ليست المرة الأولى التي يفرّط فيها الفريق بالنتيجة في أوقات حرجة من أوقات المباريات حيث يصعب التعويض.
أخشى ما أخشاه أن يصبح هذا الأمر إحدى المتلازمات الهلالية التي يصعب الفكاك منها.. وهنا يجب التدخل من قبل الحكماء لمعالجة المسألة قبل استفحالها وكفى إهداراً للنتائج والجهود.
كيف تفاجأتم؟
اندهشت من ردة الفعل التي أعقبت حديث الدكتور (حافظ المدلج) حول عيّنة من الإعلاميين.. وكذا ما حفلت به الأسابيع الأخيرة من (طفح) على ذات الصعيد عبر الفضائيات بواسطة (سحنات) محسوبة على الإعلام السعودي بعضها تحركها وتتحكم فيها أصابع من خارج الحدود.
أقول اندهشت لردات الفعل تلك وكأن القوم فوجئوا بما حدث، وأن الأمور كانت على ما يرام وتمام التمام.
منذ سنوات ونحن نكتب ونحذّر من تبعات العديد من المؤشرات التي لا تبشر بخير، والتي أخذت في فرض وجودها هنا وهناك.. وقلنا احذروا فالقادم سيكون أفظع، ورقعة الخراب ستتسع أكثر وأكثر، وعندها سيكون الشق أكبر من قدرات الراقع.
لم يستمع لنا أحد لأننا من الفئة التي لا تجيد (مسح الجوخ).. ولا تجيد تلميع الجلود.
كان الإصغاء من نصيب البارعين في اللعب على الحبال، والمهرة في فن (النفخ) في البالونات.
ثم يأتي اليوم من يتظاهر بتفاجئه مما حدث من تشويه لصورة الإعلام السعودي، بينما الحقيقة أن ذلك ما هو إلاّ ثمرة مُرّة لـغراس أشـدّ مرارة ظللنا نتجاهل انتشاره المتنامي والمتسارع عـلى مـدى عقد من الزمن.
لقد شوهوا منافساتنا المحلية وأوغلوا في تحطيم رياضتنا بشكل عام، وقبل ذلك حطّموا ودمّروا التحكيم المحلي وأحالوه إلى (وصمة) لا تشرف الوطن بأي حال من الأحوال.
وها هم الآن يحطّمون ويشوهون الوجه المشرق للإعلام السعودي على طريقة (النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله).
كل هذا كان يجري وما يزال، ومن يعنيهم الأمر كأن على رؤوسهم الطير؟!.
الانتفاع والشرَه والتكالب على المادة، وهو أن الأمانة، كلها عوامل كفيلة بتحطيم المجتمع بأسره وليس أحد أجزاء اهتماماته كالرياضة مثلاً، متى ما كانت هي الأهداف والمبتغى.. وتتحول إلى مدمّرة إذا لاقحها الحقد.. ومن ينكر وجود هذه العوامل، بل وسيطرتها اليوم على الكثير من جوانب شؤوننا الرياضية والإعلامية.. فهو إما جاهل أو متجاهل.
حكمة
رُفع القلم عن ثلاثة ليس من بينهم ميت الضمير.