الحديث عن الإبداع في فن الإدارة من الأشياء المحببة للنفس البشرية بسبب ما تعود به من ثمرات إيجابية ونتائج مرجوة في محيطها ولو أردنا الحديث عن هذا الموضوع لاحتجنا إلى مقال مطول لاستقصاء جوانبه الإيجابية إلا أنني في هذه المعالجة سأتطرق بشكل موجز لفن الإدارة المدرسية حيث تحتل العلاقات الإنسانية عنصرًا أساسيًا لنجاحها، وعاملا ضرورياً لإنجاح المجموعة وتعاونها في تحقيق أهدافها.
والمدير الناجح في إدارته المدرسية هو الذي يستطيع أن يبني علاقات إنسانية سليمة ترتكز على تدعيم ثقة كل فرد بنفسه واحترام مشاعر الآخرين وإيجاد جو من الطمأنينة النفسية نابعة من تفهم لقدرات العاملين معه وطاقاتهم وظروفهم في سبيل حفزهم على العمل كأسرة واحدة تسعى لتحقيق هدف تعليمي وتربوي في جو يسوده التعاون والتآلف والتآخي والتفاهم والمدير الناجح، هو من يصنع سعادة في المكان الذي يقع فيه ويزرع الورد والزهور من حوله ويحاول أن يقاوم الصعاب بالشورى والمجموعة وأن ينشر المحبة والتقدير والاحترام والتعاون والتكاتف والتآلف حتى يقطف ثمارها وإنتاجها والمدير عندما يكون قدوة فإن العاملين معه يقتنعون بآرائه السديدة ومشورته البناءة وتكون له قوة تأثير في المحيطين به ولنا في الأستاذ علي بن محمد بن عيدان الخثعمي مدير مدرسة أبي بكر الصديق الابتدائية بحي الشرفية بالرياض سابقاً مثالاً ونموذجاً مشرفاً لأبناء الوطن وفقه الله فقد أبدع في تطبيقه لمهارات العلاقات الإنسانية الواعية التي تعمل للخير المشترك والنفع العام وجميع العاملين معه من إداريين ومعلمين ومستخدمين، وكذلك مع أولياء الأمور وطلاب بأسلوب حضاري متميز مما أسهم في إيجاد جو تفاعلي سليم في المدرسة نتج عنه حسن المعاملة واحترام الرأي وتحقيق العدالة بين العاملين فمبدأ تجديد الدماء التي تسير عليه وزارة التربية والتعليم في الصروح العلمية بشكل خاص وفي الأجهزة الإدارية بشكل عام يساهم في نقل الأفكار والمعارف والعلوم من مؤسسة إلى أخرى ويطرح فرصة التنافس على أرض الواقع بطريقة حضارية راقية - حيث إن هذه الفكرة التي تسير عليها وزارة التربية والتعليم لها بعد ونظرة ثاقبة حيث إن الأستاذ علي محمد الخثعمي أكتب له هذه الرسالة القصيرة عبر هذه الصحيفة الغراء - وعبر صفحة وجهات نظر بالجزيرة - رسالة حب وتقدير ووفاء لهذا الرجل التربوي القدير الذي رسم لنفسه من خلال طريقته صورة جميلة لشخصية مثالية متواضعة وراقية أحببناها من خلال أكثر من ست سنوات على إدارة هذه المدرسة وهو يتحلى بهذه السيرة النقية والأخلاق العالية الفاضلة التي كان يتمتع بها مدير المدرسة الأستاذ علي.. الذي كان نعم القائد المثالي والإداري الطموح والمطور والمنظر لهذا الصرح العلمي الشامخ وقد أشاد الخثعمي في لقاء تربوي سابق داخل المدرسة بفكرة (التجديد والتطوير) رغم السلبيات والإيجابيات معاً إلى أن فكرة التجيد والتطوير - تحدث ثورة إدارية داخل الصروح العلمية وهو أمر يحتاج إلى عزم وجزم وجد وإصرار وتطبيق على أرض الواقع.. وأشاطره الرأي وأضيف أن عنصر التجديد والتطوير لا يعرف قيمتها.. إلا بما يعمل بمقتضاها إلى الأفضل في جميع المؤسسات التربوية والتعليمية بشكل عام فهي طريقة جيدة إذا كانت هذه الطريقة تؤدي إلى نتائج إيجابية على المدى البعيد لأن المياه الراكدة قد تفقد عذوبتها ونقاءها فهذا يدل دلالة واضحة على تمكنه من فن الإدارة وعلومها ونحن بدورنا نثمن عاليًا جهوده المنسقة مع الجميع متمنين له دوام التوفيق والنجاح إنه سميع مجيب.