القاعدة النبوية:
يقول الر سول صلى الله عليه وسلم: « تهادوا تحابوا فإن الهدية تذهب وجد الصدور» أي تذهب وساوسه وحقده وغشه وبغضه للآخرين، نعم فللهدية الأثر الفعال في التأليف بين القلوب وإزالة ما فيها من أحقاد.
* أنا غنية وأحب الهدية:
نجد أن الهدية تؤثر في قلوب جميع الناس مهما كانت مستوياتهم المادية بل إنها قادرة حتى على تغيير معتقداتهم، ولذلك نجد أن الإسلام جعل من مصارف الزكاة للمؤلفة قلوبهم، ولذلك نجد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطى الكثير من أغنياء المشركين حتى استطاع أن يهدي قلوبهم للإسلام بإذن الله... فهذا كعب بن زهير الشارع يقول في قصيدته المشهورة في مديح رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
مُتيَّمٌ إثرها لم يفدِ مكبول
فلما انتهى من قصيدته تلك، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وألقى عليه بردته - فما كان إلا أن أسلم وصار شاعراً للإسلام بعدما كان يهجو المسلمين.
* لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاه!!
وهذه قاعدة نبوية أخرى يحثنا بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- على التواصل فالهدية بقيمتها المعنوية المهم أن يتذكر أحدنا الآخر.
* وللزوج حظ منها:
ولما كان للهدية الأثر العظيم على النفس، ولما كانت العلاقة الزوجية أرقى وأقوى العلاقات الإنسانية كان لابد من شيء ينشط هذه العلاقة بين الفينة والأخرى ولا أحلى وأجمل من أن تتذكر الزوجة زوجها بهدية تقربهما من بعضهما وتزيد من روابط الألفة بينهم وتعيد للحياة الزوجية بريقها وحلاوتها.
* لابد من شروط:
وعندما يكون للهدية ذلك الأثر البليغ ويوصي عليها الإسلام ومن بعدهم علماء الاجتماع والعلاقات الإنسانية كان لابد لها من شروط.
1- الانطباع الأول «الكتاب باين من عنوانه»:
دائماً يكون للانطباع الأول من أي لقاء بين اثنين لأول مرة يلتقيان الأثر في النفس إما أن يكون خيراً فيقترب كل واحد منهما في الآخر وإما شر فيصرف كل واحد منهما النظر عن الآخر وهكذا الهدية يتكون حسن تغليفها عنواناً لها ولما تحمله من معنى في طياتها.. فاحرصي ياعزيزتي على حسن تغليفها وتناسق الألوان.
2- زد غباً تزدد حباً:
وكل شيء إذا زاد اعتاد الإنسان عليه، وكذلك الهدية إذا زادت وكثرت لا يغدو لها أي أهمية أو أثر تقول أم خالد: كثرت هدايا زوجي لي حتى أنني لا أفرح حين يهديني أي هدية بل إنني ابتسم وأشكره مجاملة له فقط.
3- تصيدي الفرصة:
ولا أجمل أن يتذكر الزوجان بعضهما في المناسبات مثل الأعياد ورمضان، أو في ذكرى زواجهما.. تقول هند حرصت أن أعايد زوجي كل عيد بهدية وهي عبارة عن هدية أحسن اختيارها وحسن تغليفها وهو ينتظرها في كل عام ويتوقع الجديد كل مرة.
4- حان الوقت الآن:
اشترت عالية الهدية وأحسنت انتقاءها وتغليفها ولكنها أخطأت في الوقت المناسب فأعطتها له أثناء تواجده في مكتبه وانشغاله بأوراقه وأعماله وانتظرت حتى يشكرها أو ينظر لها فلم يفعل فأحست بإحباط شديد ولما سألته عن الهدية قال أي هدية؟! إن لاختيار الوقت المناسب لإهداء الهدية للزوج أمراً مهماً بل هو الأساس في العملية كلها فإن تحريتي الوقت المناسب وقت هدية الزوج وعدم انشغاله بشيء نجحتي في تلك التجربة.
5- كوني أنت منهم:
إذا لم تجربي سحر الهدية كما جربتها غيرك اذهبي الآن وأحسني شراء الهدية وتغليفها واختاري الوقت المناسب لإهدائها والمسي أثرها بنفسك.