|
تسلمت دعوة كريمة قبل عام تقريباً من سعادة رئيس بلدية محافظة البدائع أ. يوسف الخليفة لحضور حفل تكريم مجموعة من الإخوة المتقاعدين، ولما وصلتني الدعوة ذكرتني بالإيقاع الجميل الذي تتركه كلمة (البدائع) في الذاكرة، وما ترمز إليه من الشيء البديع، وحرصت على معرفة السبب لهذه التسمية، فسارعت للموسوعة لأعرف الكثير عن تلك المحافظة، والسر وراء ذلك الاسم اللامع وخاصة أنه لم يسبق لي زيارتها، وفهمت فيما بعد أن سبب التسمية يعود لأن سكانها الأخيرون وخاصة الذين لهم مزارع قاموا بحفر أبيار بالطريقة الحديثة بواسطة المعدات وآليات الحفر، فبينما سكان البدائع الأوائل كانوا يحفرون الآبار بالطريقة التقليدية القديمة التي تعتمد على سواعد الرجال والمقاول ثم يتم طيّ البئر بالحجارة حتى تحجز الرمال والطين عن السقوط في البئر، وكان ذلك مكلفاً، ويأخذ وقتاً طويلاً بينما لا تأخذ الطريقة الحديثة سوى أيامٍ معدودة، مما لفت انتباه السكان واعتبروا ذلك العمل ابتداعاً لم يسبق إليه أحد، لذلك تنادى السكان يصفون الآبار الجديدة بالبدائع، فأصبحت علماً واسماً للمنطقة التي بها الآبار الجديدة، فعرفت باسم (البدائع) والتي أصبحت مدينة حديثة حالمة وبديعة بما فيها من المنتزهات والمزارع والحدائق والمساكن والمرافق الجميلة.. وتجولت في أنحائها مع رئيس البلدية فعجبت بما رأيت وسررت بما سمعت عن تاريخها ولما لمسته من أهلها من الكرم والبشاشة والاعتزاز بمدينتهم، ولاحظت أن (البدائع) تجاور ذلك الوادي العملاق الفحل المشهور (وادي الرمة) الذي ذكره المؤرخون والجغرافيون وتنادت به الركبان وذكره الشعراء.. وتذكرت مدينة زحلة بلبنان التي أطلق عليها (جارة الوادي) لقربها من وادي سهل البقاع.. وعندما تشرفت بمقابلة صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم، ذكرت لسموه ما خطر ببالي عن بحث لقب للبدائع بحكم جوارها لوادي الرمة، فسر سموه بذلك كما تحدثت مع سموه عن مدى إمكانية أن تكون (البدائع) نموذجاً للمدينة أو المحافظة النموذجية باعتبارها مدينة حديثة في منطقة القصيم، ويكون لها كل الإمكانات اللازمة مثل المرافق والمنازل الصديقة للبيئة وتوفر أوعية المخلفات ودورات المياه العامة إلى غير ذلك من إمكانات للمدن الحديثة المثالية، كما لاحظت أن كل أو أغلب شوارع البدائع بدون إشارات مرورية واستبدلوا ذلك بطرق واسعة وتتخللها الميادين التي تساعد على ضبط السرعة وتلافي الحوادث،لا تعيق حركة السيارات.. ولم يسع الوقت لأسمع من سموه الكريم رأيه في ذلك، وبهذه المناسبة أرى دراسة إطلاق لقب: (سميرة الوادي) أو (بديعة الوادي) أو (درة الوادي) على تلك المحافظة للأسباب التي ذكرتها وبمناسبة قرب زيارة معالي محافظ المؤسسة العامة للتقاعد أ. محمد عبدالله الخراشي لمدينة بريدة بمناسبة انعقاد الاجتماع السنوي للمؤسسة المذكورة بحضور مديري فروعها وبدعوة ومشاركة من بعض المسؤولين في الجمعية الوطنية للمتقاعدين لمناقشة قضايا وتطلعات المتقاعدين في منطقة القصيم برعاية كريمة من سمو أمير المنطقة لذلك وددت كتابة هذه المقالة تحية مني لجميع المسؤولين في منطقة القصيم الجميلة وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي نائبه -حفظهما الله-.. والله ولي التوفيق.
* رئيس مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين