الجزيرة ـ يحيى القبعة :

دعا مختصون الى الحد من بناء محطات التحلية لاستنزافها الكثير من النفط والاكتفاء بالحالية، وقال عضو لجنة الإسكان والمياه والخدمات العامة بمجلس الشورى المهندس محمد الشمري، يجب ان نكتفي بمحطات التحلية الحالية وعدم إنشاء المزيد منها، نظراً لتكلفتها الباهظة وكذلك استنزافها الكثير من النفط بمقدار مليون برميل يوميا تقريبا، والذي يعد المصدر الوحيد الذي تعتمد عليه الدولة في إنتاج الطاقة واضاف الشمري أن تحلية مياه البحر تعتبر من المشاريع العملاقة الحيوية لتعضيد الموارد الطبيعية للمياه بمياه عذبة للمناطق التي لا تتوفر بها مياه كافية للمجمعات السكانية، أو غير ملائمة للشرب والأغراض البلدية. وتطرق حسابيا إلى إجمالي الاحتياجات من مياه الشرب وإجمالي عدد الآبار المطلوب اختيارها لإنتاج مياه ذات نوعية عذبة ويسرة، حيث بلغ متوسط حجم استهلاك الفرد يوميا نحو 286 لتر أي 104 أمتار مكعبة سنويا. واستعرض الشمري حجم استهلاك المملكة سنويا والذي يقدر بـ 2600 مليون متر مكعب، باعتبار أن عدد السكان 25 مليوناً، وأكد أن مياه التحلية توفر حالياً ما نسبته 54% من احتياجات ماء الشرب، أي أن ما يتم احتياجه حوالي 509 آبار في حالة وجود قدرات تشغيلية لمدة تصل إلى 22 ساعة يوميا. وبسبب تكاليف إنشاء محطات التحلية وتكاليف الوقود، ونقله، طالب الشمرى أن يقتصر إنتاج التحلية للمناطق الساحلية، والعاصمة، والديار المقدسة في الدرع العربي، والاكتفاء بما هو موجود الآن ، والعمل على تطويره، ورفع كفاءته، والمضي قدماً بالبحث عن مصادر بحفر آبار على التكوينات الصالحة للشرب القريبة لمدن المملكة أو نزع ملكيات بعض المزارع، والاستفادة من آبارها لأغراض الشرب. ودعا كذلك إلى الاستفادة من مياه السدود التي تزخر بكميات لا بأس بها من مياه الأمطار في بعض المناطق بعد تنقيتها ومعالجتها. وفيما يتعلق بتنويع المصادر وتقليل الاستهلاك الملحي للنفط بعد ارتفاع النسبة ارتفاعا مخيفا، شدد الاقتصادي الدكتور راشد أبانمي على ضرورة استخدام الطاقة البديلة المتمثلة في الطاقة الشمسية والنووية والرياح، وذلك بسبب الاستهلاك المفرط للنفط محليا، حيث يقدر معدل الاستهلاك مليوناً ونصف مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أن هذا المعدل يعد كبيرا، في ظل تزايد نسبة الطلب على النفط، فقبل خمس سنوات كان الاستهلاك اليومي مليون برميل، ما يعني أن نسبة الإنتاج تزيد سنويا بما يقارب 10 إى 15 في المائة. وأفاد ابانمي أن الطاقة البديلة ستحقق أمورا إيجابية في إحلالها محل النفط لتوليد الكهرباء وتوفير الاستهلاك، وكذلك للمحافظة على إيرادات تصدير النفط.