(تري هولدبروكس) حارس أمريكي في سجن (غوانتانامو)، يطلق عليه عدة ألقاب من ضمها (الحاقد) و(المرعب) و(مصاص الدماء - فامباير) على كل ما هو مسلم أو أسلامي. وكان المعتقلون يذوقون على يده أشد أنواع التعذيب. وكانت الأوامر الصادرة (للحراس عامة): «أن لا يرحموا هؤلاء المجرمين القتلة, وهم أسوأ مخلوقات البشرية قاطبة, فهم يعملون في (منظمات إسلامية أرهابية) هدفها تدمير أمريكا وقتل كل الأمريكين (صغارهم وكبارهم - نساءهم ورجالهم)». رغم كل هذه الأوامر القاسية والمشددة على الحراس بالإساءة للمعتقلين ومعاملتهم معاملة لا ترتقي لمعاملة (الخنازير في بلاد المسلمين). إلا أن هولدبروكس كان يجلس بينه وبين نفسه حينما يخرج أحد المعتقلين من (حصة) التعذيب اليومية, يراه مبتسماً وهو يردد: «الحمد لله على كل شيء». فيجلس يبكي ويبكي وهو يتألم، حتى أن المعتقلين يطلقون عليه (بالحارس اللطيف).. بل يتهمه زملاؤه الحراس بالخيانة العظمى في حق بلده (الولايات المتحدة الأمريكية) أم الحريات والديمقراطية!!
حينما يخيم الليل على سجن غوانتانامو, ينقسم الحراس والمعتقلون إلى فريقين, الفريق الأول يقضيه المعتقلون في قراءة القرآن الكريم, بينما يذهب بعض الحراس إلى (البارات والمراقص وأماكن الدعارة) ليقضوا ليلتهم في عربدة فظيعة, وحينما يعودون من تلك السهرات (الحمراء) يفرغون حقدهم وكراهيتهم في تعذيب المعتقلين.. وفي إحدى الليالي وفي عودة هولدبروكس من (المرقص الليلي) مر بزنزانة أحد المعتقلين وسمعه يردد آيات من القرآن الكريم فاقترب منه وسأله: «ماذا تقرأ يا أحمد»؟. فرد عليه المعتقل (أحمد الراشدي) وهو من المغرب الشقيق وفي زنزانة (590) وهو (يبكي): «أقرأ آيات من الذكر الحكيم لأخفف عن نفسي فراق زوجتي وأطفالي الثلاثة والذين تركتهم في المغرب أمانة عند الله عز وجل». وبعد لحظات دخل هولدبروكس زنزانة الراشدي, وطلب منه أن يلقنه (الشهادتين)، فطلب منه الراشدي أن يذهب ويتوضأ ثم يعود إليه للتلقين. وحينما عاد الحارس الملقب بالمرعب قرأ الشهادتين بصوت مرتفع ليسمعه الجميع، حيث سمع صوت المعتقلين وهم يرددون: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر». وهكذا أصبح هولدبروكس مسلماً يدافع عن الإسلام والمسلمين, وأعطاه الراشدي اسماً هو (مصطفى عبدالله). ثم استقال من العسكرية في عام 2005م, وتحول إلى داعية إسلامي ومستشاراً في المركز الإسلامي (تمب) في أمريكا... سبحان الله يغير ولا يتغير!
farlimit@farlimit.comالرياض