هاتفني الأخ الكريم د. حامد الربيعي رئيس مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي قائلاً: يقام في مكة ابتداء من يوم 18-4-1433هـ أسبوع المرور الخليجي، ويحب النادي أن يشارك بأمسية شعرية لك في هذا الأسبوع، وإدارة المرور في مكة تود ذلك، أجبته بالموافقة فوراً وكيف لا أستجيب لدعوة أتت من مكة المكرمة مهبط الوحي، وقبلة المسلمين؟؟ وكانت - بفضل الله - الأمسية بين المغرب والعشاء في الخيمة الكبيرة التي نصبت في ساحة مواقف كدي، وكانت سعادتي بلقاء جمهور الشعر الفصيح من أبناء مكة المكرمة، وقد حضر الأمسية نائب مدير المرور وبعض رجال المرور ورجال الأمن في مكة المكرمة، كما حضرها رئيس النادي، وأسعدني بتقديم الأمسية نائب رئيس النادي د. ناصر السعيدي، بدأت الأمسية أمام جمهور متذوق جاء ليستمع، وهذا ما يثلج صدر الأديب أو الكاتب أو العالم أن يخاطب جمهوراً واعياً مستوعباً متفاعلاً، وهذا ما أشهد به للجمهور المكي الكريم، بدأت بقصيدة (هي القلب) توشيح شعري لأم القرى (مكة المكرمة) وثنَّيتُ بمقطوعة (صباحيَّة الشام) ومطلعها:
صباحَ الشهادة يا إِدْلِبُ
ويا حمصُ فيها الأسى يُلْهِبُ
ثم قصيدة قديمة اخترتها بعنوان (رسالة إلى مجلس الأمن) كتبتها عام 1414هـ، وما زال الخطاب الشعري فيها منطبقاً على حقيقة مجلس الأمن التي لا تخفى على الناس.
أما قصيدة (ساهر) التي قلتها قبل نحو عام في بدايات تطبيق النظام، وقد عرفت معاناة رجل فقير يقتات وهو وأهله من داخل سيارة الأجرة القديمة التي يملكها، فوجئ بأكثر من ألفي ريال غرامات (ساهرية) فعبرت عن معاناته بقصيدة (دمعة على رصيف المعاناة)، أما هذه القصيدة فقد اخترتها لهذه الأمسية لألقيها في عقر دار المرور كما يقولون، وقد استقبلها الجمهور، ورجال الأمن والمرور بكل سرور.
حينما عقب على الأمسية الأخ الكريم الدكتور محمد الشدوي، أثار شجوني نحو مسقط الرأس وكنت أرى أمامي بين الجمهور الأستاذ الصديق سعيد دمَّاس وهو من أهل قريتي عراء في بني ظبيان بالباحة، فزادت الشجون، وتحركت الأشواق إلى مسقط الرأس العزيز وكيف لا تثور الشجون وأنا الذي قلت:
يعزُّ على الإنسان مسقط رأسه
ولو كان قَفْراً لا يُردُّ به صَدَى
وقلت:
مسقط الرأس يا عراء عزيز
وله في النفوس أغلى مكانَه
وقد أسعدني تعقيب الدكتور الشدوي والدكتور محمد الثبيتي الذي طلب قصيدة (الحروف المتقاطعة) فاعتذرت لعدم حفظي لها.
كانت الأمسية متميزة بجمهورها الكريم الذي ملأ المكان وبكونها مشاركة من نادي مكة الثقافي الأدبي ومني في أسبوع المرور الخليجي، وبكونها حظيت بعدد من أبناء الدول الإسلامية من المغرب ومصر، وسوريا واليمن ممن قدموا إلى مكة المكرمة للعمرة وقد التقيت ببعضهم بعد الأمسية.
كان المعرض المقام بمناسبة هذا الأسبوع معبراً عن موضوعه بأسلوب ممتاز، حيث رأيت فيه أجنحة للمرور، والشرطة، ونادي مكة الثقافي، وجمعية مراكز الأحياء، والهلال الأحمر، والمركز الصحي الخيري.
حينما تكون الأمسية الشعرية في مكة المكرمة يكون القلب مفعماً بالسعادة فالحمد لله على فضله وكرمه.
إشارة:
برئتُ إلى الله من ساكت
على ظَالمٍ قلبُه غَيْهَبُ