دائمًا ما أكون حذرا عندما انظر في مؤهلات أحد خريجي جامعاتنا ممن حصلوا على تقدير ممتاز مع درجة الشرف. أتصور أحيانًا أن هذا الخريج قد اكتشف سر اللعبة وأصولها (مثل زميله خريج الثانوية)، وبالتالي تمكن من شق أقصر الطرق نحو التقديرات العالية في ظل مباركة تعليم جامعي يكافئ الطالب (المردد لما لا يفهم) بتقدير ممتاز.
عندما أتي بلير إلى سدة الوزارة البريطانية أطلق مشروعًا تربويًا رائعًا، وكان المعلم في قلب ذلك المشروع. في بداية حكم بلير كان هناك نقص كبير في اعداد المعلمين، وبعد تنفيذ مشروع بلير التعليمي أصبح يتقدم لشغل كل وظيفة متاحة في التعليم ثمانية خريجين من المعلمين. والسبب ببساطة هو أن مشروع بلير جعل التعليم مهنة جاذبة للخريجين، ليس فقط في مقدار الدخل بل وفي جودة وملائمة ظروف وبيئة عمل المعلمين. كم تمنيت لو أن مشروعنا التعليمي (تطوير) ركز فقط على المعلم الذي هو رأس حربة التعليم.
نفذت جامعة دورم البريطانية دراسة تربوية شملت اثنا عشر ألف طالب في المرحلة الابتدائية، خلصت هذه الدراسة إلى أن الطلاب الذين يندفعون لا شعوريًا وهم يصرخون بإجاباتهم على سؤال طرحه معلمهم هم الطلاب الأفضل إنجازًا وتعليمًا ومقدرة ذهنية، وتؤكد هذه الدراسة أن على المعلمين ألا يكبحوا هذا السلوك الطلابي بحجة ضبط نظام الفصل. سوف يحاول باحثو هذه الدراسة مستقبلاً إيجاد طريقة مناسبة لحثِّ الطلاب ليصرخوا بإجاباتهم لتكون جزءًا من أسلوب المعلم في تقديم الدرس.
أستاذ المناهج بجامعة الملك سعود