لا أقصد بكلمة العاجزين عن التفكير بالأفكار التي تطرأ على الفكر الإنساني وتمر بمخيلته، وبلا شك فلن يكون هناك أي عجز!! وقد يكون أغلبها ضرباً من الخيال!
ولكن أقصد بالفكر الذي خدم الإنسانية وعجل بها إلى التقدم في جميع مجالات الحياة.
وقد جاء القرآن الكريم حافلاً بالآيات التي تحث المسلمين على تقليب النظر في ملكوت السماوات والأرض لقوله تعالى: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} (سورة الملك: 3).
والفكر: هو إعمال العقل في حقول متعددة، قد يصل الإنسان من خلالها للوصول إلى بعض الحقائق، وبعض الآخر من التفكير لا يمكنه أن يصل إلى الحقيقة إلا بالوحي (مثل كيفية التنعيم أو التعذيب في القبور) ونستطيع أن نقول: إن الفكر في تاريخ البشرية مر بعدة مراحل من أهم تلك المراحل:
1 - الفكر اليوناني القديم الذي يسوده الطابع الفلسفي.
2 - القرون الوسطى وقد برز فيها الطابع الكنيسي.
3 - الفكر الحديث وهو الذي تدرج من العقل إلى العلم حتى بلغ طور الإلحاد ثم عاد بعد ذلك إلى الإيمان بما يسمى بالتحولات الغربية.
4 - الفكر الإسلامي (المستمد من القرآن الكريم / السنة الشريفة).
هل نقيس التقدم الحاصل في اليابان أو غيرها من الدول المتقدمة بما تملكه من ثروات ؟
يقول المفكر الإسلامي مالك بن نبي- رحمه الله- (لا يقاس المجتمع بكمية ما يملك من الأشياء، بل يقاس بمقدار ما فيه من الأفكار).
نستطيع أن نقول: بأن أصحاب العقول هي التي دفعت بالأمم نحو التقدم والازدهار ومواكبة الحضارة في شتى ميادين المعرفة.
وكذلك المقولة التي اشتهر بها ديكارت (أنا أفكر إذاً أنا موجود).
نعم من خدم الإنسانية وأخذ بها إلى التقدم بأي نوع من الفكر فهو موجود وسيذكره التاريخ على مر العصور.
وقد أعجبتني مقولة سمعتها من الدكتور طارق السويدان عندما قسم العقول إلى ثلاث فئات وهي كالآتي:
1 - أصحاب العقول الكبيرة: وهم الذين يناقشون الأفكار أي يتحدثون في الفكر مع بعضهم بعضا.
2 - أصحاب العقول المتوسطة: يناقشون العلاقات بين الأشخاص ومدى تأثيرها.
3 - أصحاب العقول الصغيرة: يناقشون الأشياء، سيارات، موضة، وغيرها.
وفي نهاية ما قال الدكتور السويدان : بأن 2 % من البشر يقودون 98%!!!
wadha30@hotmail.com