|
الحديث عن الإعلام في المملكة العربية السعودية حديث ذو شجون، ويصعب اختزاله في مقال أو عدة مقالات؛ حتى نستطيع الإبحار في كل جوانبه الإيجابية منها والسلبية. وبالعودة إلى السياسة العامة التي تمخض عنها الإعلام الرياضي السعودي نجد أن هذه السياسة مرتبطة ببعض المحاور الأساسية التي يقوم عليه الإعلام السعودي في كل مطبوعاته بمختلف فروعه السياسية والثقافية والاقتصادية والرياضية، ولعل أهم تلك المحاور أو المواد التي فُرضت لتكوين الإطار العام للسياسة الإعلامية لهذا الوطن هو وجوب الالتزام بثوابت الدين الإسلامي الحنيف وأخلاقه ومُثله الحميدة، وهو أمر مهم يجب أن يتجدد مع كل إضافة تطويرية تطرأ على السياسة العامة للمجال الإعلامي السعودي؛ إذ إن الالتزام بالإسلام في كل ما يصدر عنه، والمحافظة على عقيدة السلف، والعمل على استبعاد كل ما يخالف هذا الأمر الذي يمس بثوابت هذه العقيدة - من الأسس التي لا جدال فيها. ونحن في المجال الرياضي لسنا بمعزل عن هذا الأمر، وليس بمقدورنا فصل الرياضة -على الرغم من حساسية المنافسة كمجال يغلب عليه الترفيه- عن تلك السياسة المتبعة في الإعلام بشكل عام؛ لذا فإن العمل الصحفي رسالة تحمل في جوانبها الدعوة للخير والمحبة والبناء والتقدم، فالصحيفة التي تسعى إلى نشر الخلافات وتوسعة دائرتها بين أندية الوطن الواحد هي صحيفة تنحرف عن الأسس العامة للمنهج الإعلامي السعودي.
ثم تأتي بعد ذلك بقية المواد وهي أساسية ولا تقل بحال من الأحوال عن المادة الأولى؛ كترسيخ مفهوم المحافظة على أمن الوطن ودعم تقدمه في كافة المجالات، حتى نقدمه وفق ما يحظى به من خيرات ونعم منّ الله علينا بها.
توقفت عند هذه الجزئية من تلك السياسة الواضحة التي لا مجال للسماح بالحياد عنها عند دور الإعلام الرياضي، وتحديداً في عملية دعم وتطوير الرياضة السعودية، وما يحدث في الفترة الأخيرة من عملية جلد الذات، ومدى التأثير النفسي على عملية التطوير؛ إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينتج أي عمل تطويري مفيد يتغير من خلاله الحال الرياضي المتردي في السنوات الأخيرة إلى حيث يجب أن يكون في مصافّ الدول المتقدمة رياضياً، وإعلامنا يقف بالمرصاد لكل شيء لينتقد كل شيء!!
وحتى أكون قريباً من الواقع فلنتأمل ما حدث ويحدث الآن من بعض كتّاب الصحف وبعض البرامج الرياضية بعد القرارات الأخيرة التي صدرت عن الاتحاد السعودي لكرة القدم، فلم تتوقف الأقلام عن نقد تلك القرارات، وهناك من شكك في مدى فائدة تلك القرارات، وبأنها كانت دون المأمول؛ فعلى سبيل المثال هناك من انتقد تحويل دوري الدرجة الأولى إلى دوري محترفين، ونظر إلى جزئية الممول لتلك الأندية دون أن يسأل نفسه: هل صنّاع القرار لم ينتبهوا لهذه الجزئية ولم يعيروها اهتماماً رغم وضوحها ؟! وهناك من عاد وانتقد قرار مكبرات الصوت، وللعلم هو من منتقدي القرار السابق الذي كان ينص على منعها.
- باختصار البعض شكّك في فاعلية هذه القرارات وأهميتها، والبعض الآخر نظر بالعين الثاقبة وأنصف تلك القرارات على الرغم من تأخرها، والحكم في النهاية بعد تقديمها على أرض الواقع.
- كان من المفترض الانتظار والتأنّي في عملية نقد تلك القرارات حتى تطبق على أرض الواقع، عندها سيجد الناقد نفسه أمام عمل مكتمل وله نتائج إما إيجابية أو سلبية، وبهذا تكون دوافع النقد واضحة وملموسة على أرض الواقع.
- واليوم وبعد الخروج (المخجل) من تصفيات كأس العالم نفاجأ باستقالة أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم كتصرف حضاري ينم على احترام الشارع الرياضي السعودي .. فهل يقتنع إعلامنا بمرحلة التغيير المنتظرة.
Zaidi161@hotmail.com