|
بداية كنت أتمنى أن أكتب عن منتخب الوطن وأحوال رياضتنا على وجه الخصوص منذ فتره طويلة لكن؟ (عسى بالأمر خيره) وأرجو ألا تحسب هذه المقالة من ردات الفعل المتأصلة في ثقافتنا الرياضية وهي وربي لزمة نتقنها بكل مهارة. فهذا يلوم المدرب، وذاك يقرع اللاعب وآخر إدارة الكره والشيء الإيجابي الوحيد أننا لا نلوم الحكم ولا أرضية الملعب ولا تمجيد ذوي القربى.
برأيي أن لقاء المنتخب أمام نظيره الأسترالي نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة فلا نبكي على اللبن المسكوب: أين نحن من اللقاءات الماضية؟ أليست ثلاث نقاط تماثلها نحن من وضع نفسه في هذا المفترق، ولعله فاتحة خير للمستقبل المنظور, كثر الحديث عن اللقاء الأخير للمنتخب ولكل رؤية نحترمها لكن الموضوع أسهل مما نتصور فلو قدر وفزنا إلى أين نتجه بالكاد نعود من حيث أتينا لأن منتخب لا يستطيع أن يجتاز هذا الدور بكل أريحية بكل تأكيد سيقف مجبراً أمام الأقوى عن هذه المباراة ولمباريات عديدة لجميع مراحل مررناها بها لعل ذاكرتكم لا تخون؛ لأن بالقلب حسرة كيف تضيع آمالنا في دقائق معدودة سؤال حاولت مراراً أن أجد الإجابة عليه وبرأي المتواضع أن ثقافة اللاعب السعودي زعيم آسيا القديم وهلم جرا من الألقاب الألمعية وجرفت معها أعتى مدربي العالم ممن تولوا قيادة المنتخب مروراً بجميع الطاقم الإداري الذي لا يهش ولا ينش تتساءلون ما هي هذه الثقافة المدمرة والمترسخة في أذهان الشارع الرياضي وهي التفكير: كيف نسجل الأهداف وبأي طريقة؟ وكيف تتم عملية الفرح بالنسبة للاعب ومن يسجل الهدف ومن يحمل قيادة الفريق. ناسين كيف نحمي مرمانا أولا من تسجيل الأهداف ثم نفكر كيف نسجل ونحافظ على مرمانا نظيفا. هذه النظرة الفنية ذاق منها الأمرين منتخب البرازيل في بطولات كأس العالم وعندما عرف من أين الجرح ينزف استطاع أعتى مدربيه (كارلوس ألبرتو وزاجا لو) أن ينهجوا بالطرق الدفاعية أولا ثم تدين لهم مجريات اللقاء ولو وصل الأمر إلى ركلات الترجيح، وهذا ما حصل في نهائي أمريكا (94) من آخر, نترك هموم المباراة جانبا ونعود لنؤسس عملا رياضيا مبنيا على مفاهيم جديدة بدءا بالأندية ومخرجاتها مرورا بجميع اللجان لمعرفة مكامن الخلل لإصلاحها والحديث يطول كثيراً والأيام حبلى بالاقتراحات، لكن أملنا كبير بإذن الله بأمير الشباب والرياضية هذا الشاب المتقد حماسة وإخلاصا لنقف معه وقفة رجل واحد في سبيل الوطن، وأن نكون عونا له وخاصة بعد التطورات الجديدة في منظومة وتشكيل اتحاد كره القدم, ولست متشائماً بإذن الله للمستقبل المنظور وأنا أرى بارقة أمل تلوح بالأفق من خلال الجيل الجديد القادم بقوة والمتسلح بالموهبة جيل سالم ومن يماثله في الموهبة أعطوهم الفرصة واصلوا فيهم معنى الاحتراف والتعامل مع الأضواء والمحافظة على الصحة في تقديري سنختصر الزمن إذا عرفنا مكامن الخلل ووقفا على أرض صلبة حتى نستطيع أن نخرج من المربع الأول بكل سهولة هذا هو العشم والمأمول.. ودمتم بخير.
- محمد فوزان النصار
mfn.18@hotmail.com