تعقيبًا على ما ينشر في الجزيرة عن كثرة حوادث المرور أقول: إنه لأمر يدعو للاستغراب حقا أن ترتفع نسبة الوفيات في بلد تنعدم بعدم وجود الكوارث الطبيعية، والحروب، ويخلو من الجريمة المنظمة.
ولكن سرعان ما يزول الاستغراب عندما يصبح مفهوما أن فئة كبيرة من المواطنين والوافدين قد تمردوا على نظام المرور، وأصبحت قيادة السيارات شأن يمارسونه على هواهم.
إن الزائر لمراكز الطوارئ والاسعاف في المستشفيات يرى الأعداد الكبيرة من ضحايا الحوادث الذين منهم من قضي نحبه، ومنهم من أصيب بعاهات مستديمة كالشلل وارتجاج في المخ، وما أكثر العاهات التي تسببها الحوادث، إنه ماراثون مع الموت.
إننا بحاجة لنظام أكثر صرامة للحد من سفك الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء من الشيوخ والأطفال والنساء.
إن هناك من الحوادث المفجعة التي ترتكب بسبب السماح للأطفال بقيادة السيارات، والسماح للعمال الوافدين بالقيادة لمن لم تسن لهم في بلدهم مجرد ركوب السيارة قضلا عن قيادتها.
هذا السلوك المشين والمفجع قبل أن يطبق نظام ساهر الذي حد من نسبة الحوادث بنسبة كبيرة وقد انتظم أصحاب السيارات باحترام إشارة المرور وبالتقيد بالسرعة النظامية إلا أن المأخذ على ساهر هو عدم تعميم الكاميرات في كافة الشوارع لتحقيق قدر كبير من السلامة المرورية ومنها: 1. أن الثقافة المرورية آتت أكلها فأصبح قائدي السيارات يتوخون الحذر الشديد عند إضاءة الضوء الأحمر ومراعاة السرعة الجنونية.
2. كما أن هناك ملاحظة على ساهر بأن يأخذ بنظام منع اللف يمين والإشارة حمراء ليتسنى لمرور المشاة عبور الشارع وهم مطمئنون وإن هذا حق ينبغي أن يمارسونه براحة واطمئنان.
3. إقرار نظام المرور ضمن المقررات الدراسية في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية وإعطاء هذه المادة أهمية قصوى وتثقيف الطالب ليصبح ملمًا بأنظمة المرور عندما يصبح سائقًا في المستقبل.
4. التركيز على ثقافة إشارة (قف) في الشوارع الداخلية وينبغي أن نعلم أن الدول المتقدمة تحترم هذه الإشارة وتوليها أهمية قصوى ومن الغرابة أنها لا تتوفر في كافة تقاطعات شورعنا.
5. تطبيق نظام الضوء الأخضر Green light system (GLS)a وهو ببساطة حساب زمن الإشارة الضوئية على أساس المسافة والسرعة بين الإشارة والتي تليها، وهذا يتيح انسياب المرور ويحد من الرغبة العارمة لدى الكثير لتجاوز الضوء الأحمر.
وقد لاحظ البعض في كثير من الدولة الأوروبية التي تضيق شوارعها عن شوارع مدن المملكة وتقارب الإشارات بعضها من بعض، ولكن التزامهم بهذا الإجراء المروري سهّل تفادي ازدحام السيارات، وخفّض نسبة الحوادث وأزال الشعور بالتوتر لدى الكثير من السائقين.
أحمد علي الأحمد