الاختناقات المرورية في الرياض تعد واحدة من أشد الأزمات صعوبة التي تواجه المواطن والمقيم والسائح على حد سواء، إننا بانتظار الحلول العاجلة التي ترقى إلى مستوى حجم القضية كمشكلة مستعصية وليست طارئة حيث طفت هذه القضية منذ أعوام عديدة دون حراك يذكر، إن تدفق آلاف السيارات وتحركها في شوارع الرياض بأعداد هائلة وكبيرة يضيف كل يوم هما جديدا على راحة الناس، ولم يعد في الأفق أي أمل يلوح في نهاية قريبة أو بعيدة لهذه المشكلة المستعصية بغياب الحلول العاجلة، إن الدول التي لديها كثافة مرورية أشد من التي في الرياض، ولديها أعداد سيارات هائلة قد أوجدت الحلول وانتصرت على هذه المشكلة من خلال عدة مشاريع من ضمنها مترو الأنفاق والطرق السريعة المرتفعة باستخدام الجسور الطويلة والمتعددة التي تربط المدينة بعضها ببعض وتؤدي إلى اختصار الوقت والجهد وتجنب الناس الازدحامات المرورية والاختناقات، إن إيجاد المترو وبناء الجسور الطويلة يجب الاهتمام به وتفعيله على الوجه العاجل، إن التصميم الحالي لشوارع الرياض وحالتها الراهنة والازدحامات والاختناقات المرورية تشل بشكل كبير السير والتنقل، وأصبح المواطن والمقيم يحتاج إلى ساعات طويلة لكي يصل إلى المكان الذي يريده، إن مشروع المترو والجسور المعلقة الطويلة والمتعددة حتما سيخفف كثيراً من أزمة النقل والمواصلات في الرياض من خلال نقلها آلاف الناس يومياً، إن مرور الرياض مدعو بقوة وبشكل عاجل جداً للبحث عن البدائل المناسبة في كل لحظة وفي كل حين دون تريث أو تأجيل، وأن يضع جل اهتمامه في إنجاز العمل الذي يحل الأزمة ويفك الاختناقات وذلك بالإلغاء والتحديث أو الفتح والإغلاق، حتى يتحقق الانسياب المطلوب في حركة السيارات وحتى يقضى على الاختناقات المرورية التي تحدث على مدار الساعة ويعاني منها الناس جميعا الأصحاء منهم والمرضى، إن الناس هم الذين يدفعون ضريبة الازدحامات والاختناقات المرورية إذ إن ذلك يساهم في عدم إنجازهم لمعاملاتهم ومتطلباتهم وسبل معيشتهم وحالاتهم المتنوعة بشكل قياسي وسريع، ناهيك عن الحالات المرضية الطارئة التي تتطلب الإسعاف بأسرع وقت ممكن، إن أزمة السير في الرياض والاختناقات المرورية حقيقة واقعة وليست محض خيال أو مجرد دعابة أو لغز محير، وهي بحاجة إلى مزيد من العمل الجاد والسريع والمثمر وإلى تعاون بناء بين الجهات ذات العلاقة لرسم الخطة والمنهج وإعادة التقييم والحالةبعقول متخصصة في هذا المجال، ولا بأس في إشراك منظمات عالمية متخصصة لأخذ رأيها والتعرف على تجاربها في مجال معالجة أزمة المواصلات وفك الاختناقات حتى يتنفس الناس الصعداء وتتهلل أساريرهم فرحا ومرحا وينامون بأعصاب هادئة وقلوب مطمئنة.
ramadanalanezi@hotmail.com