في الصباح استيقظ العصفور على وقع خطوة قطرة ندى، فرت من ورقة الشجرة.. اندست في ثقب جذعها..
ما الذي تفعلينه قطرة الندى هناك..؟
ربما يمتد عمري قليلا..!!
***
ماذا لو أن للكتاب صوت الإنسان..؟
أخال جميع رواد معرض الكتاب المشرعة أبوابه في الرياض الآن سيقفون وقفة إصغاء..,
ولسوف تبتل بعرق الخجل ثلل...
فيما سيجنح مزهوا القلة منهم..
فما الذي سيقول..؟
ألا إن للكتاب صوتا لا كأي صوت.. وله كلام ليس كأي كلام...
فهل للجميع حاسة سمع تمكن صاحبها من الإصغاء لحفيف ورقه، وهسيس حبره..؟
***
اتجهت دور النشر المختصة في صناعة المعرفة للصغار للعناية الفائقة بما يرفد مناهج التعليم الحديثة في المجتمع البشري، إذ اعتنت كثيرا بالمواد المساعدة لتوثيق منهج التعلم الذاتي, والتعليم المبرمج..
أقضي وقتا طويلا في أركان الأطفال بمعرض الكتاب.. منذ السابقين..
أقول: لو أننا وجدنا في زمنهم، ولو أنهم وجدوا في زمننا..؟ لكنا بلا ريب قد أقبلنا على هذه الوسائل البديعة، المؤثرة في صنع منافٍ للموهبة، ووسائل لتطويرها، وسبلا لتعزيز الإثراء وتنمية الإقبال على الاستزادة.. لونا وصورة وصوتا ولمسا وتفاعلا..
ولكن هل يمكنهم أن يأخذوا عنا الجلد، والصبر، والرغبة الملحة، والقلق للاستزادة، والاعتماد على الذات في التعلم.. بل نكران الذات حين المقدرة، والبذل للآخر عند المعرفة..؟
لكن الحقيقة هي أن لكل زمن أناسه، وقد خُلق كل جيل لوقته..!
لكنهم أكثر سعادة منا بمعطيات عصرهم.. الوفيرة الكثيرة، اليسيرة، المتدفقة..
فما الذي سيصنعونه تفوقا، وعطاءا، وإنجازا، وعمارا..؟ لأنفسهم ومجتمعهم بل لأمتهم..؟