الإنسان - في جبلته - ضعيف كما أخبر بذلك رب العالمين بقوله: (وَخُلِقَ الإنسان ضَعِيفًا) وهذا الضعف يتفاوت من إنسان لآخر، فالناس يتفاوتون في ذلك تفاوتهم في الإيمان، واستعدادات النفوس، وقوة الإرادة، وصدق العزيمة.
بل إن الإنسان نفسه تتفاوت قوته وضعفه، فهو تارة يضعف، وتارة يقوى. ثم إنه يقوى على فعل أمور أو ترك أمور، ويضعف في الوقت نفسه عن فعل أمور أو ترك أمور.
فمن الناس من يقوى على فعل الأوامر التي كلفه الله بها شرعاً، غير أن نفسه تضعف أمام النواهي، وبعضهم بالعكس من ذلك.
وبعضهم يسهل عليه فعل كثير من الأمور التي تشق على غيره، ولكنه يضعف أمام أمور يسيرة قد يقوى عليها غيره.
وهذا يؤكد للإنسان أن يعرف نفسه، ويدرك مكامن القوة والضعف فيها، فإذا ساعفته طبيعته على القيام ببعض الأعمال التي يجب عليه أو يستحب له القيام بها، وساعفته كذلك على ترك بعض الأعمال التي يجب عليه، أو يستحب له تركها فليحمد الله، وليتعاهد ذلك الأمر بالزيادة والقوة.
وإذا كان الحال من ذلك فليعرف مواطن خلله وضعفه وليسع إلى ملاحظة ذلك الضعف، وليحذر من الاستسلام لها، أو الانقياد لدواعيها.
ومما يعينه على ذلك: الصبر، تدريب النفس على احتمال الترك أو لزوم الفعل، والبعد عن المثيرات التي تضعف النفس.
ومن ذلك - أيضاً - سرعة الفيئة إذا حصل تفريط أو تقصير، فتلك أسباب تعين على اجتناء الفضائل، واجتناب الرذائل.
- جامعة القصيم