|
سوريةُ...
يا جرحَنا النازفَ دَما
كلُّ يومٍ...على الشاشةِ أرى
لافتاتٍ... خَطَّها بِحِبْرِ الأسى
أبو أسيرٍ...أو شهيدٍ يُرْتجى
أو ثكلىً...كَبِدُها من حزنِ الفَقْدِ لظى
أو فتىً...بنارِ الذُّل ِ- بعدَ العِزِ- اكْتَوى
مِن بينها لافِتَةٌ رَفَعَتْها الأيْدِي في الهَوا
عبارتُها سؤالٌ حائرٌ :» أين أنتم يا عرب ؟؟ !!
* * *
سوريةَ القتلِ والدمِ والقهر
يا حماةُ ويا حمصُ و يا بابا عمرو
قد بُحَّ صوتُكِ :
« أين أنتم يا عربُ !... يا بشر» !
نداءٌ مستمرٌ في النهارِ و في السحر
بلغَ أرجاءَ الأفقِ، وتعدى شواطِئَ البُحُر
رقّتْ لهُ الأشجارُ والوِهادُ والحجر
لكنه صوتٌ...
- ويا أسفاهُ - لم يشْعُرْ به البشر!
لا العرب منهم ولا العجم
فقد طَرقَ أذناً بها عن السمع وقر
وهم ... بلا تبريرَ ولا عذر
غضوا الطرفَ ، وألقموا أفواهَهم حجر
* * *
سوريةَ الصمودِ والجَلَد
بالله عليك... كفى !!
لا تنادي بعد اليومِ ...أحد
لا تنادي حَلِيفاً ولا صديقاً من العرب
فهم - ويا للعارِ –
مجردُ عدد
لا يمدونَ يدَ العونِ،
ولا يُرسلونَ المَدد
إنهم والموتى سواءٌ
ولكن... دونَ قبرٍ ولحد
* * *
سوريةَ الصرخةِ ... ورجع الصدى
ارفعي الصَّوتَ ... أبْلِغِيْهِ المدى
نادي مَنْ - لا ريْبَ - يَسْمعُ ويَرى
يَعْلمُ الجَهْرَ... وما يُخْفي الورى
رَبَّاً حَلِيْماً... قادراً - جَلَّ في العُلا -
أنْ يُهْلِكَ الطاغيةَ الباغِي...ويُوْرِثُهُ الفنى
مَنْ قالَ للثَّائِرِ الحُرِّ: «أنتَ والجُرْثُومَةُ سوا ،
أنا وارثُ المْجْدِ التَّلِيْدِ...أنا الربُ في السَّما «
يُظْهِرُ الرِّفْقَ ويُهْدِي ...لِذَوي ضَحَاياهُ العَزى
وهُو سَفَّاحٌ ... وسَْيفُ البَطْشِ في يَدِهِ مَضَى
* * *
سُوريةُ يا جُرْحَنا النازفُ دما
بُثِّي حُزْنَكِ مَنْ ...إليْهِ المُشْتَكى
لا تَيْأسي !...واسْألِي اللهَ تَحْقِيْقَ المُنى
فَلَكمْ حَلَّ الظَّلامُ بِأهْلِ الحَقِّ، وعلَيْهم جَثَا
وبِأمْره - لاغَيْرَهُ - بَزَغَ الفَجْرُ وانْجَلى .
الجوهرة بنت عبد العزيز المعيوف