ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 09/03/2012/2012 Issue 14407

 14407 الجمعة 16 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

منذ اندلاع الثورات العربية مطلع العام المنصرم 2011م، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعمل على أن تستثمر هذه الثورات في تعزيز موقفها السياسي، وتمتين قدرتها القتالية في المقاومة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي خاصةً الثورة المصرية، التي أسهمت تداعياتها في رفع الحصار عن قطاع غزة معقل الحركة، غير أن رياح الربيع العربي

التي عصفت في أكثر من بلد عربي اتجهت نحو المناطق الإستراتيجية للحركة، وتحديداً سوريا التي تشكل العمق الاستراتيجي، الذي احتضن القادة السياسيين لحركة (حماس) ومحطة الدعم الإيراني لها، ما يعني أن هذه الحركة تواجه بالفعل ورطة حقيقية بسبب انتشار هذا الربيع، بدلالة مواقف الحركة في الأيام الأخيرة، فضلاً عن إشكالية علاقتها بالنظام السوري (الدموي)، وانعكاس ذلك سلباً على سمعتها التاريخية التي حافظت عليها خلال مسيرة المقاومة، وكذلك صورتها الإيجابية في الذهنية الجماهيرية للأمة بسبب طبيعة عدوها، الذي تقاتله وتقف في وجه عدوانه بشكل يومي، خصوصاً أن سوريا وبالذات (نظام الأسد) يعتبر خلال العقود الثلاثة الأخيرة همزة الوصل والخط الساخن بين إيران وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين، سواءً بتمرير السلاح لـ(حزب الله)، أو وجود مكاتب (حماس) في دمشق. ونحن نعرف أن المشروع الصفوي الإيراني في المنطقة العربية قد نجح في تحقيق وجود له في العراق، وهو ما بين مد وجزر في لبنان، وكانت له محاولة في البحرين.

تلك الورطة ظهرت في اتجاهات الحركة ومواقف قادتها الكبار، الذين بدت خلافاتهم أو على الأقل تباين مواقفهم السياسية تطفو على السطح، فإسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة، الذي طاف في أكثر من بلد خليجي وعربي، خاصةً البلدان التي شهدت ثورات شعبية كمصر وتونس، نجده يزور إيران للمشاركة في احتفالات ذكرى ثورة الخميني، وهي الزيارة التي تعرضت لانتقادات واسعة حتى من داخل صفوف الحركة بسبب توقيتها وظروفها. تزامن مع ذلك قيام خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) بتوقيع المصالحة مع محمود عباس في الدوحة بقطر، وهي الخطوة التي لقيت أيضاً معارضة من داخل (حماس) بحجة أن (فتح) لم تلتزم بتنفيذ اشتراطات هذه المصالحة، وكانت على لسان محمود الزهار، الذي يُعد الرجل الثالث في قائمة قيادات (حماس)؟

ولو أمعنا الفكر في هاتين الواقعتين (زيارة إيران ومصالحة قطر) لاتضح تضاربهما في إطار النهج الاستراتيجي للحركة وتحالفاتها الإقليمية، فخالد مشعل الذي وقع المصالحة في الدوحة مع حركة (فتح) كان يرى التريث بزيارة إيران، لأن ذلك قد يُفسر على أنه تأييد للحلف البعثي الصفوي في مقابل المجتمع الدولي بالنسبة لثورة الشعب السوري، خصوصاً أن مكاتب (حماس) قد غادرت دمشق وتبحث عن أراض أخرى لن تكون إلا من خلال تلك المصالحة حتى أن هناك أخباراً غير مؤكدة تشير إلى الأردن أو قطر، في مقابل جماعة هنية الذين يبررون الزيارة لأجل الدعم سواءً ماديا أو سياسيا بسبب تردي ميزانية قطاع غزة، في الوقت الذي يتحفظون فيه على المصالحة التي لم تستوف شروطها كلها.

لذلك يكمن السؤال بين السطور: ما الذي جعل مواقف حركة (حماس) تتباين لأول مرة في تاريخها بل وحتى تصاريح قادتها؟ بدلالة تصريحات القيادي في (حماس) يونس الأسطل ضد نظام الأسد، يقول: (ومن عجبٍ أن يكون العدوان الأمريكي على العراق أو على أفغانستان لم يبلغ في مجازره اليومية شطر ما تفعله حكومة تدعي الوطنية، فأيُّ مصلحة يجنيها الشعب وهو يُقَدِّمُ قريباً من ألف شهيد أسبوعياً؛ لينفذ أجندة أمريكية أو صهيونية؟!، وكيف نفهم هذا ونحن نرى نَحِيبَ الصهاينة على بشار؟!، إذْ ضربوا أخماساً في أسداس في مؤتمر هرتسيليا.. خمس وأربعون سنة حراساً للاحتلال في الجولان، فلم يأذنوا لأحدٍ أن يقذف الصهاينة بحجرٍ، فضلاً عن رصاصة أو صاروخ)? هذا التصريح تناقلته مصادر إخبارية ومواقع إلكترونية.

الجواب على السؤال ببساطة: هو أن حركة (حماس) في ورطة حقيقية بسبب ثورات الربيع العربي، لأنها منذ أن تحولت إلى العمل السياسي إلى جانب مقاومة الاحتلال، فقد دخلت تلقائياً في لعبة السياسة الدولية، التي لا تخلو من تحالفات واستقطابات إقليمية وتقاطع مصالح عالمية. لهذا أتوقع أن تتأثر فعلاً من ذلك الربيع لأن مسيرتها النضالية لم تعرف ربيعاً، إنما كانت تعيش أجواء الخريف العربي.

kanaan999@hotmail.com
تويتر @moh_alkanaan
 

حركة (حماس) في ورطة الربيع العربي!
محمد بن عيسى الكنعان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة