عندما بدأ التويتر عام 2006م داخل شركة صغيرة في سان فرانسيسكو كخدمة تتيح للعاملين التواصل من خلال الهواتف النقالة، لم يخطر ببال مؤسسيه بأن الخدمة تطورت كخدمة عالمية يستخدمها ما يزيد على 200 مليون مشترك حتى الآن! وكذلك الفيس بوك واليوتيوب، جميعها وسائل إعلامية جديدة ساهمت في معالجة قضايا اجتماعية وسياسية كثيرة، وتتبنى اتجاهات مختلفة، وتقدم أفكاراً بنائية ونقدية لمجالات متعددة! والرائع في هذه الوسائل أنها لا تمر على مقص الرقيب، ولا تخضع لسلطة رئيس التحرير الأبوية التي تشعرك دوماً بأنك تحت متابعته! ولا تتأثر بمزاجية مراجع المادة وتغييره لبعض المفردات الناقدة لأخف منها وقعاً على قلب المقصر! كذلك بديهية الرسالة وسرعتها مما يعطيها طابعاً تلقائياً وروحاً صادقة أكثر! لذلك فالإعلام الجديد أثار خوف ورهبة في الأوساط جميعها كمثل إثارة التقنية الأخرى من قبل. لذلك فإن أكثر أنصاره ومستخدميه من الشباب! وقد تتساءلون لماذا؟ ببساطة لأنه متنفس لهم ويملك مساحة كبيرة من الحرية للتعبير عن الهّم الاجتماعي والقضايا الوطنية وملامسة الجرح في الوقت المناسب بدون تزييف أو رسميات لا تساهم في معالجة القصور من القاعدة! وما نشاهده يومياً من تواصل يومي فعال على مدى الثانية وليس الدقيقة وعلى مستوى العالم بين الشباب والمختصين والمرشدين ورجال الدين ورجال التجارة والإعلاميين لدليل قوي على أن وسائل «التواصل الاجتماعي» ستكون منافسة للإعلام التقليدي لأنه مقياس صادق لهموم الناس ومشاغلهم! ولا يخاف منه إلا المقصرون والمفسدون في الأرض! لذلك تناول اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري «الإعلام السعودي الواقع وسبل التطوير» في محوره الثالث «مسؤولية الإعلام الجديد في معالجة القضايا الوطنية» ولقد شاركت باقتراح تناول أهمية منح الشباب فرصة للتعبير عما بداخلهم من غضب ورفض من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والاستفادة منها في امتصاص ثورتهم المتأرجحة حسب ما يحيط بهم من تغيرات اجتماعية أو اقتصادية! ولقد طرح المشاركون في اللقاء العديد من المقترحات الهامة مثل:
1 - المقصرون هم الذين يخافون من الإعلام الجديد.
2 - الإعلام الجديد نبض المواطن الذي من حقه يعبر عن مشاعره.
3 - التويتريون متوترون إلا من رحم ربي!
4 - وأنه يقوم بدور خطير يتجاوز المنابر التقليدية.
5 - ويعتبر شعبياً بدون قيود، ومهرباً لممارسة الحرية دون شروط.
6 - مع ضرورة استحداث إدارة في وزارة الإعلام لمعرفة احتياجات المجتمع والتواصل معه.
moudy_z@hotmail.com