خضت نقاشاً جميلاً مع الأصدقاء في الفيس بوك والمتابعين في تويتر الأسبوع الماضي حول أزمة السفر هذا العام لحضور مهرجان دبي للفنون (Art Dubai)، بسبب توافقه مع بداية إجازة منتصف الفصل الدراسي لدينا، واستعداد الوفود السياحية السعودية لقضاء تلك الأيام في ربوع أسواق دبي ودور السينما والمنتجعات.
هذا التدافع السياحي بطبيعة الحال سبّب على ما يبدو ارتفاع في أسعار التذاكر، بل وصعوبة في إيجاد حجز من الرياض إلى دبي في أول أيام الإجازة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الفنادق، ولن أقول صعوبة الحصول على الغرف في ظل زيادة العرض على الطلب في السنوات الأخيرة.
ومع ذلك أسعدني هذا الاستنفار بين أوساط المهتمين بمجال الفنون، من ممارسين وطلاب ومتابعين، والفئة الأهم للاستقطاب في مثل هذه المحافل، ألا وهي المقتنون، هذا الحرص على الحضور لمهرجان هو الأقرب جغرافياً وربما ثقافياً، قد يكون مرده انعدام وجود محفل مماثل محلياً، إضافة إلى أسباب أخرى متعلقة بكل ما يدور حول إقامة مهرجان مشابه في الرياض أو جدة أو الظهران على سبيل المثال، من مقومات سياحية تساند مركزية النشاط الثقافي في مجالات الفنون أو تُميّز المدينة عالمياً بنشاط موسمي أو مركز ثقافي حيوي.
لذا أصبحت هذه الزيارات الثقافية جزءاً من البرنامج السياحي لبعض العائلات، وأغلب هؤلاء من الفنانين، الذين يريدون أن تكون زيارتهم ذات منفعة في المجال، إضافة إلى الاستفادة من مقومات البلد أو المدينة السياحية، كحال كثير من العوائل السعودية في كل إجازة قصيرة لدينا.
وهنا أضيف، إن إقامة مهرجانات أو متاحف للفنون، بالتوازي مع العمل القائم في مجال السياحة على يد الهيئة العامة للسياحة والآثار، لن تكون بديلاً لزياراتنا للمهرجانات والمتاحف في الدول الأخرى، بقدر ما هي وسيلة جذب سياحي سيكون لها منافع اقتصادية ترفد السياحة الدينية، بل يمكن ربطهما كي نُمّكن الحاج والمعتمر من التعرف على ثقافتنا من نواحيها الأخرى، لا كبلاد للحرمين الشريفين فحسب، مع اعتزازنا الكبير بهذا الشرف.
msenan@yahoo.com