يسألني الكثير من التشكيليين الشباب أو ممن سبقهم بقليل في الساحة التشكيلية عن سكوت التشكيليين الكبار وعدم سماع آرائهم حول جمعية التشكيليين في التصاريح واللقاءات أو المقالات الصحفية أو في المواقع الإلكترونية ومنها الفيس بوك والتويتر أسوة بمن ترددت أسماؤهم هنا وهناك مهما اختلفت الأساليب في الطرح، الكثير منه غث، لكنني لم أجد إجابة على تلك الأسئلة أو توقعًا لمعنى سكوتهم أبلغ مما جاء في أبيات من قصيدة أجهل قائلها لكنها جاءت مناسبة لموضوعي لهذا الأسبوع وفيها من الحكمة الكثير، يقول الشاعر:
قالوا علامك صامت.؟، قلت يا ناس
كثر الكلام يقل لاجله مقامي.
ترى الرجل صورة من الراس للساس
ثم يتبين جوهره بالكلامي.
إما نطق في كلمة ترفع الرأس
تضفي على شكله جديد الأسامي.
وإلا يعود معدنه معدن نحاس
يرميه سهمه بعد ماكان رامي.
والبيت الأخير كاف عن الشرح أو الإيضاح، لأعود للإشارة إلى أن هناك من الفنانين من لزموا السكوت من منطلق الحكمة، يراقبون عن بعد وإن شاركوا بالرأي فبالهدوء دون تشهير، نذكر منهم على سبيل المثال علي الرزيزاء وعبد الله الشيخ وكمال المعلم وبكر شيخون وعبد الله الشلتي وعثمان الخزيم وعزيز ضياء وعبد الجبار اليحيا ومحمد الصقعبي وسمير الدهام وسعد المسعري وعبد الله الشلتي، وغيرهم من الاسماء الرائدة الذين وضعوا أول لبنات الساحة يمتلكون بعد النظر، حيث يرون أن تجربة تأسيس الجمعية لايزال وليدًا والبدايات صعبة في كل الأحوال.
هذه الإشارة أو العبارة جزء من فيض حكمتهم التي يتعاملون بها مع هذا الفن إبداعا أو متابعة لمسيرتها والاعتزاز بأجيالها، محتفظين بسمعتهم التي سطرت بإبداعهم في تاريخ ثقافة الوطن فأصبح ذلك الإبداع الهم الأكبرالذي يبعدهم عما يسيء لهم وللساحة تقابله إشادة وإعجاب ودعم نحو الأمام عند الحديث عن الجمعية لتجاوز الصعوبات والابتعاد عما يقلل من مكانتهم عند الحديث في أي شأن لا يخدم مسيرة هذا الفن الذي عانوا كثيرا في تأسيسه جاعلين من دعم الساحة بالجديد أو بما قدموه خلال تاريخهم الزاخر بالأعمال المنافسة والممثلة لحقيقة الفن السعودي استلهامًا، أو قدرات عالية في التنفيذ، نبراسًا وقدوة للأجيال القادمة.
monif@hotmail.com