هل كانت مباراة خسارة منتخبنا أمام أستراليا هي الكارثة التي حلت بالكرة السعودية، والتي نسفت اتحاد الكرة، وأجبرته على الاستقالة..!!؟
بالتأكيد لا..
فمباراة أستراليا كانت الهزيمة خلالها واردة؛ فهو منتخب قوي، وهو المصنف الأول آسيويا، ولكن تلك الهزيمة كانت بمنزلة القشة التي قصمت ظهر البعير.
فاتحاد الكرة، وعلى مدى سنوات تجاوزت العشر، كان يكرِّر أخطاءه بشكل مستفز، وكان يهرب من مواجهة تلك الأخطاء بأعذار لا يمكن قبولها ولا هضمها.. فمنذ كارثة ثمانية ألمانيا في مونديال 2002 واتحاد الكرة بجميع منسوبيه من القمة للقاع يتحدثون عن أسباب وهمية لا علاقة لها بالكارثة، ولكن للهروب من تحمل المسؤولية.. كأن يقولون «لا يوجد لدينا أكاديميات.. لا يوجد لدينا محترفون في الخارج».. متجاهلين تماماً أخطاءهم في الاتحاد، سواء باختيار أسوأ المدربين للمنتخب وتكرار تكليف الوطني ناصر الجوهر لإكمال المهمة بعد طرد كل مدرب، فمنذ نهائيات كأس آسيا بلبنان عام 2000 وحادثة طرد ماتشالا وناصر الجوهر يحضر بديلاً جاهزاً للقرار المنتظر، حتى عام 2011 في نهائيات كأس آسيا بقطر عندما طُرد بيسيرو. وكذلك سوء إعداد المنتخب قبل كل مشاركة، وارتجالية الفترة الإعدادية، ومثل تلك الارتجالية والعشوائية تنسحب أيضاً على عمل معظم لجان الاتحاد الفنية والمسابقات والحكام والاحتراف والانضباط.
خذوا هذه الأمثلة: خرج منتخبنا من كأس آسيا بقطر بعد أسوأ مشاركة في تاريخه فنام الاتحاد سبعة أشهر حتى اقترب موعد التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال ليشارك في أول مباراتين بمدرب مؤقت، ثم يتعاقد مع رايكارد الذي قاد المنتخب في أول ثلاث مباريات متفرجاً من أجل التعرف على المنتخب واللاعبين حتى طارت النقاط وطارت الطيور بأرزاقها. مثال آخر: أراد الاتحاد تغيير أمينه العام فأحضر إدارياً ارتبط اسمه بثمانية ألمانيا، وبعد تراكم أخطائه قرر استبداله واستعان بأحد منسوبي قطاع بيوت الشباب.. اتحاد لا يؤمن بالتخصص ولا بالسيرة الذاتية في مجال العمل. مثال آخر: رفض اتحاد الكرة احتجاج نجران على التعاون مؤكداً أنه استند في قراره هذا إلى خطاب من الفيفا، في حين ظهر د. صالح بن ناصر في القناة الرياضية وقال إن خطاب الفيفا المشار إليه في القرار لا علاقة له بالاحتجاج..!! مثال آخر: هبط فريق الوحدة للدرجة الأولى بناء على عقوبة غير موجودة في لائحة العقوبات عندما سُحبت ثلاث نقاط من رصيده.. رغم أن اللائحة تنص على غرامة مالية فقط عقوبة على مخالفة التأخر عن بدء المباراة..!! مثال آخر: سمح الاتحاد لنادي الشباب بمشاركة لاعبه عبدالعزيز السعران أمام الأهلي في كأس خادم الحرمين الشريفين؛ فاحتج الأهلي على تلك المشاركة وقُبل احتجاجه واعتُبر الشباب خاسراً (0/ 3)..!! مثال أخير: لجنة المسابقات أجبرت نادي الاتفاق على لعب مباراته أمام الفتح في ذلك الموعد غير المناسب مؤكدة لمسؤوليه أن كل خبراء العالم لا يستطيعون إيجاد موعد آخر لهذه المباراة فقَبل الاتفاقيون على مضض ليفاجؤوا بأن اللجنة تؤجل مباريات الجولة الـ21 للفِرَق التي يشارك لاعبوها مع المنتخب..!! فأين ذهب عذر خبراء العالم..!!؟ ليخسر الاتفاق ويبتعد عن المنافسة.
هذه نماذج من تخبطات الاتحاد، والمساحة لا تحتمل إيراد المزيد، وإلا فنحن نحتاج إلى مجلدات.