لا شك أن الجميع استمع إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لدى استقباله -حفظه الله- ضيوف الحرس الوطني من العلماء والأدباء والمفكرين ورجال الإعلام والصحافة من داخل المملكة وخارجها الذين يحضرون المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية.. فيا لك من ملك ويا لك من قائد.
كلمة حق قالها من لا يخشى في الله لومة لائم حينما قال للمخطئ أخطأت وهذه الكلمة حينما تصدر من المليك فإن لها وضعها على الصعيد الدولي، لما تتمتع به المملكة ومليكها من موقع إستراتيجي على السياحة السياسية.
فالجميع يرى أن موقف المملكة ومليكها موقف سيادي على ضوئه ستظهر مواقف إيجابية -إن شاء الله- على مستوى الوضع السياسي في سوريا.
لله درك أبا متعب لقد أصبت الهدف حينما وجهت في هذه الكلمة رسائل متعددة في كافة الاتجاهات.
لقد وضع المليك المسؤولية على الأمم المتحدة لإيقاف المجازر والقتل بحق الشعب السوري، لأن الأمم المتحدة هي المعنية بذلك.. وقال أيضاً إننا إلى الآن ننتظر أن تقف الأمم المتحدة موقفاً حازماً لأن الأمم المتحدة ثقة العالم بها على أساس ميثاقها الذي يعنى بالعدل والمساواة وعدم الانحياز للدكتاتوريين، فإذا لم تقم بواجبها فإن ثقة العالم تهتز بها ولا يمكن للعالم أن يحكم بدولة أو اثنتين إن لم يكن هناك إنصاف وعدل وعقلانية.
كلام المليك انتقاد صريح للفيتو الروسي الصيني واللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) لمنع إصدار قرار أممي من مجلس الأمن لوقف المجازر وسفك الدماء في سوريا والوقوف في وجه النظام الظالم في سوريا.. فالعالم هنا في هذا الموقف الروسي الصيني تتحكم فيه دول لا يهمها سوى مصالحها وفرض نفوذها فكيف ترضى الأمم المتحدة بهذا؟.. حيث إن نقض القرار ما هو إلا رفض للمبادرة العربية بوقف العنف والقتل بحق الشعب السوري المكلوم وتنحي الأسد عن الحكم.
إن هذا موقف مؤسف من الأمم المتحدة بل منافٍ للعقل والمنطق، وتلاعب بالشعوب وأرواحها وحريتها وهو مكافأة للمتعدي والمجرم، ويعيق العدالة، ومشاركة واضحة في قتل الشعب السوري.
إن موقف الأمم المتحدة ما هو إلا رخصة عبور للخيار الأمني والقتل وزيادة في سفك الدماء البريئة.
كلمة خادم البيتين -أيده الله- سيكون لها نتاج إيجابي بإذن الله، أحرف عظيمة من ملك بألف ملك.. وشعوب بقلب ملك هو البحر في أحشائه الدر كامن, عرف المستحيل فعشقه وكسب القلوب بتواضعه, في عطائه دواء لكل محتاج وفي ابتسامته وعد لكل مكروب وفي أوامره نصر كل مكلوم.
هو الإنسانية وروحها بل نبراسها الذي تستضيء به, حمل هم أتاه ولبى نداء شعوبها.. يفرح لفرحها ويحزن لمصابها.. في كلماته تمتزج كل الخطوب وتجتمع الشعوب وتسقط الحدود.
كلمات تتابعها الآذان وتتحرك به الأبدان فتحفظها العقول وتتعطر بها الأقلام لتخط بها ملك وأمة جسد واحد فهنيئاً للأمة بملكها وحفظ للأمة ملكها. كلمة عن كلمات ورسالة عن رسائل تحوي بعبيرها عظيم الحب وبإقحوانها وفاء المحب لأمته وبشذاها إخلاص الابن الصادق المدافع عن كل ما يحتاج أرض كل وطن من أوطان أمته والعالم العربي والإسلامي والعالم بأسره ينتظر هذه الكلمة منه، كيف لا وهو خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية وقائد الأمتين العربية والإسلامية.. فلله درك من ملك بأبي وأمي أنت يا عبدالله وحفظك المولى من كل مكروه.
