|
نيويورك - دمشق - بيروت - انقرة - وكالات:
أكّدت المملكة العربية السعودية أن مجلس الأمن مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يمارس دوره القانوني ويتحمل مسئولياته الأخلاقية وأن يبادر إلى الدعوة إلى وقف العنف واتخاذ كل الوسائل الكفيلة بإيقاف آلة القتل السورية عند حدها وإنقاذ المدنيين المحاصرين في حمص وحماة وجميع المدن السورية. ودعت المملكة مجلس الأمن إلى إيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى المدنيين المتضررين وتأييد مهمة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان والعمل على التوصل إلى حل سياسي يضمن للشعب السوري حقه في الحياة الكريمة والرخاء والأمن. وقالت المملكة، في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ألقاها المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المعلمي بنيويورك مساء الجمعة: إن «دول مجلس التعاون الخليجي ترحب بحرارة بتعيين كوفي أنان مبعوثًا خاصًا مشتركًا للأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية»، مشيرة إلى أنها ترى أن اختيار أنان «يعكس اهتمام المجتمع الدولي بتسخير كل الطاقات في سبيل التوصل إلى حل للأزمة السورية ونهاية لمعاناة الشعب السوري الشقيق وفقًا لمبادرة جامعة الدول العربية ولقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة».
وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولي منذ أن اخفق في اتخاذ قرار بشأن الوضع في سورية «بسبب الممارسة المؤسفة» لبعض أعضاء المجلس لحق النقض، و»النظام السوري يُعدُّ أنه قد حصل على الضوء الأخضر لسحق المواطنين العزل في سورية وإخماد ثورتهم».
وأكّد أن «دول مجلس التعاون الخليجي على أتم استعداد لأنَّ تكون في طليعة أي جهد مشترك يهدف إلى إنقاذ الشعب السوري»، مشيرًا إلى أن دول مجلس التعاون تحمل المجتمع الدولي عامة ومجلس الأمن خاصة والقوى التي مارست حق النقض على وجه التحديد المسئولية الأخلاقية عمّا يجري الآن في شوارع بابا عمرو ومنازلها.
وقال السفير عبد الله بن يحيى المعلمي: إن «التاريخ والضمير سوف يحاسبهم (المجتمع الدولي عامة ومجلس الأمن) إن تخاذلوا عن الاستجابة لاستغاثات الشعب السوري وصيحات أبنائه المقهورين».
وعلى الصعيد الميداني، واصلت القوات السورية عمليات القصف على مدينة حمص أمس السبت في حي جوبر السكني، حيث احتمى آلاف المدنيين من حي بابا عمرو التي هاجمها الجيش، حسبما أفادت الشبكة السورية لحقوق الإِنسان المعارضة.
وقالت الشبكة في بيان: إنه في تصرف ثأري أطلقت قوات الأسد قذائف مورتر ونيران أسلحة آلية منذ هذا الصباح أمس على جوبر مشيرة إلى أنه لم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا بسبب صعوبة الاتصالات. وتتعرض سوريا لضغط دولي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية عن طريق الصليب الأحمر الدولي الذي ما تزال السلطات تمنعه من دخول حي بابا عمرو، الذي سيطر عليه الجيش النظامي الخميس.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس السبت: إنها ما زالت تتفاوض مع السلطات السورية التي رفضت دخول قافلتها للمساعدات إلى حي بابا عمرو في حمص.
وفي محافظة حماة، اقتحمت القوات الحكومية أمس قرى بالمحافظة وسط البلاد حيث اعتقلت أكثر من 50 شخصًا وفق ما ذكر نشطاء. وفي محافظة إدلب القريبة من الحدود التركية، قامت القوات السورية بإعدام 44 عسكريًا انشقوا عن الجيش.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة أمس بين القوات الحكومية والمنشقين، حسبما أفاد نشطاء. وقال أحد نشطاء المنطقة: إن القوات الحكومية كانت تقصف المحافظة، حيث قاموا بـ»تمشيط» عدد من الأحياء بحثًا عن الثوار. كما اقتحم الجيش السوري صباح أمس قرية عين البيضا التي شهدت حركة معارضة بالقرب من الحدود التركية، وفق وكالة أنباء الأناضول التركية.
وقالت الوكالة نقلاً عن شهود: إن نحو ألفي جندي و15 دبابة شاركت في العملية التي انتهت بالسيطرة على القرية على بعد بضعة كيلومترات من تركيا. وفي محافظة درعا (جنوب سوريا)، أعلن المرصد السوري لحقوق الإِنسان مقتل ستة جنود من القوات النظامية وإصابة تسعة آخرين في كمين مسلح لمجموعة منشقة. وقال بيان للمرصد:»قتل ستة جنود من القوات النظامية السورية على الأقل وجرح تسعة آخرون نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفى مدينة الحراك وذلك إثر استهداف ناقلات جند مدرعة وحافلات عسكرية وأمنية اقتحمت مدينة الحراك في محافظة درعا صباح أمس واشتبكت مع مجموعات منشقة». كما قتل سبعة أشخاص وأصيب ثمانية آخرين أمس في درعا في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة في موقف للسيارات قرب نقطة تفتيش عسكرية في حي الروضة، حسبما أفادت الحكومة السورية وسكان.