هذا السؤال الجاذب للعقل والواعي بظروف المرحلة، جعل القائمين على (مدارس الرياض) يترجمون شعارها: «نبني القادة» إلى واقع ملموس ليس محليا فقط بل خليجيا من خلال تنظيم «ملتقى القيادات الشبابية الخليجي» والذي تحتضنه الرياض للمرة الثانية، طبعا هذا الملتقى المتخصص يسعى إلى نشر ثقافة «القيادة» لدى الأفراد والمؤسسات في المجتمع
وتنمية المهارات القيادية لدى الشباب الخليجي من طلاب التعليم العام (المرحلة الثانوية) من خلال الحضور الإيجابي والفاعل في مجالات الخدمة الاجتماعية والعمل التطوعي لخدمة الإنسان في الخليج العربي، مما يؤهل هذا «الملتقى» ليصبح وبجدارة علامة فارقة في مسيرة التعليم لنجاحه في بناء بيئة تنافسية للشباب لمناقشة التحديات المعاصرة وفق رؤية وطنية قيادية مستقبلية وذلك من خلال «تحفيز» طاقاتهم ليصنع منهم الوطن بل «الخليج العربي» في ظل المرحلة الراهنة، لصينع منهم «مبادرات» نوعية لخدمة أوطانهم ومجتمعاتهم وفق النسيج الاجتماعي، خاصة ونحن نمر في مرحلة تأريخية حرجة من تأريخنا السياسي والاجتماعي، مما يجعلنا نركز على «صناعة قائد المستقبل» فالتعامل مع الشباب هو «المخرج» الحقيقي، بل هو «العودة» إلى رحم الطاقة المستدامة للمجتمعات في أزماتها، لنمنحهم أقصد «الشباب الخليجي» فرصتهم التاريخية، ليمارسوا أساليبهم «القيادية» لإكمال مشروعاتنا الحضارية على مختلف المستويات، وباستعراض لأعمال الملتقى الأول وجدت أنه تميز في منح الشباب فرصة حقيقية لطرح العديد من الرؤى القيادية من خلال بحوث ودراسات وأوراق عمل وندوات وجلسات نقاش وورش عمل من إعداد الشباب وإدارتهم الذاتية بمشاركة مجموعة من المؤسسات التربوية المتخصصة في الدول الخليجية والجهات المعنية بالقيادات الشابة والأكاديميات العالمية المتخصصة في التربية القيادية وخاصة في بريطانيا وأمريكا، بتقديم عدد من الدورات التدريبية وورش العمل المتخصصة في صناعة قائد المستقبل.
أخيرا
ما زلت على قناعة تامة بأن حوارا مباشرا مع قائد متميز يختصر الزمن في صناعة قائد المستقبل، خاصة إذا تم في بيئة إيجابية وفاعلة، كما أقترح على إدارة الملتقى أن تترجم تجربتها المتميزة في التعامل مع هذه الشريحة النوعية من الشباب ببناء «بنك» لقادة المستقبل الخليجي، ليضاف هذا إلى مبادرات المملكة في العمل الخليجي النوعي.
sahem20@hotmail.com