تكاثرت في بلادنا عاملات منزليات من جنسيات افريقية فاقت جرائمهن جرائم سواهن من العاملات من الجنسيات الأخرى وكأننا نستجير من الرمضاء بالنار، فجرائم القتل المتكررة التي تقترفها أولئك الوافدات (بالأغلب تهريباً) تشي بسلوك عدواني ضد غيرهن، سلوك متأصل في أعماق نخاعهن، مما يعني أنهن من فئة يتغشاها الشر ويكتنفها الأذى من كل جانب ربما نتيجة لعوامل اجتماعية بيئية عايشنها في فترات العمر البائس في محيطهن الفقير المعدم والتشرد في بلادهن بين الغابات والعشش والخرائب واستثمره عتاة المجرمين هناك لاستغلالهن في سلوكيات انحرافية أدخلتهن السجون والمصحات العقلية النفسية، وبمعنى أدق فإن عصابات متواطئة فطنت لحاجتنا وتسابقنا للحصول على عاملات منزليات للضرورة أو لمزيد الراحة والتمظهر عند بعضهم، فجمعوا لنا ما أمكن من مشردات بسبب الفاقة والفقر ثم تراكم السوابق والتعود على البطش والقسوة في حياتهن منذ الصغر، وهذا والله ليس استهزاء بهن وبوضعهن، غير ان المرء لايملك من الأمر شيئاً لإصلاح حالهن أكثر من المسئولين عن تلك الأوضاع في بلادهن، ومن المؤلم أن تجد بدلا من إصلاحهن استغلال حالهن المزري ممن وجدوا الأمور ميسرة لاستصدار أوراق لتسفيرهن واندماجهن في العمل لدينا وفي دول خليجية على سوء أدائهن ونفسياتهن، فأمعنوا في جلب ما أمكن منهن وذلك بطرق ملتوية في الغالب، والمصالح مشتركة بين عصابات التزوير والتهريب، فمن لا تدخل بأوراق ولو(مضروبة) تدخل بطرق التهريب والتخفي، وإلا ما معنى أن تصل نساء من تلك الأصقاع بلا أوراق ولا هويات يتخطين المدن والبراري والقفار ويجتزن دولاً أخرى في طريقهن لحدود المملكة ثم يعبرن ويصلن لعمق المدن السعودية ؟ لو لم يكن هناك تنظيم عصابي ممتد من هناك وصولاً لجماعات هنا تشغلهن بالسوق السوداء دون فحوصات طبية وعقلية نفسية وبأسعار خيالية لا تحلم بها عاملات مدربات من دول تجيد صناعة الفندقة وتقدم للعاملات دورات في الخدمة المنزلية وثقافتها.
من أمن العقوبة أساء الأدب : قيل هذا من قرون خلت ولم يفهم بعضنا معناه، ولم يعمل لحصر وتطويق من يستهتر بقيمنا وحقوقنا ومقدراتنا، وقبل ذلك لم يقدر احتواءنا له وتشغيله مع الشفقة عليه كعامل بسيط نفترض أن الحاجة أرغمته على ذلك ونتعامل معه بخلق الإسلام دين الرحمة والتكافل وإن شذ أحد عن هذه القاعدة فهو استثناء لا يعتد به في الحكم، لم يقدروا كل هذا بل إن أنفسهم المريضة تملي عليهم بأن اللطف معهم إنما هو ضعف وغباء يطبق على قلوبنا، فهم لم يصدقوا - على ما تعودوا- أن بشراً يمكن أن يتعامل معهم بهذه الروح الإنسانية الهاشة الباشة وكأنهم من أسرته، وجدوا شيئاً مختلفاً فطغت أنفسهم وتجبرت علينا بشروط وإملاءات وطلبات ورغبات لا يقبلها المجتمع كتلك التي طلبت من احد معارفي أن يجلب لها المسكر وأن يوفر لها أسباب اللهو والسهر كل أسبوع ثم هربت. والمزعج أن سفارات بعض هذه العمالة تدافع عنهم وتسفّرهم ! فمن لي بمن يقدم حلولاً لننسى أن أرواحا تزهق ومقدرات تهدر وكرامة وطن ومواطن تمرّغ بالوحل.