اختيار عنوان المقال يعود لأهمية ما تحمله هذه العبارة من معنى وقيمة وردت في القرآن الكريم، إذ يقول عزّ وجل: وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ ... إلى آخر الآية

دفعني لاستحضارها انطباقها على تصرُّف بعض التشكيليين، منها ما حدث في حوار موثّق ومتناقل في كثير من المواقع، والآخر خبر نأمل أنه كاذب، والتمني هنا لثقتنا بأنّ من عني بالخبر فنان مسلم عربي الأصل والمنشأ، شديد الولاء لدينه ووطنه حامل هموم مجتمعه وقضايا عروبته، قيل إنه عرض أعماله الفنية في متحف يهودي ووجد بسبب هذا التصرف إشادة من صحف إسرائيلية، ومع إننا تلقينا كثيراً من الروابط لهذا الخبر، إلاّ أننا لم نعرها اهتماماً لئلا نشارك في التشهير بها ولفت النظر إليها، مع ما يجب من تحجيم الخبر وتهميشه، مؤملين أن لا يكون الخبر صحيحاً، لثقتنا بهذا الفنان، أما الموضوع الآخر فهو في قبول إحدى التشكيليات السعوديات من المنطقة الشرقية، إجراء مقابلة معها من قِبل صحيفة سيئة السمعة تصدر في لندن، لا يكل أو يمل رئيس تحريرها من بث سمومه ومحاربته للمملكة وقيادتها، استطاع المحرر لذلك اللقاء استغلال ما يمكن أن نعتبره جهلاً تلك التشكيلية بالصحيفة ونهجها القذر مع بقاء شيء في نفسي تجاه (التشكيلية) يمكن اختصاره بالقول (إن كنت لا تعلم فتلك مصيبة وإن كنت تعلم فالمصيبة أعظم).

مثل هذا التصرف أو الاندفاع الذي يمثله هذان النموذجان مع تحفّظنا على الخبر وأسفنا على الحوار، يؤكد أن هناك من يضع الغاية مبرراً للوسيلة، والغاية هنا تعني البروز والتميّز اللذين يوجدان الاعتزاز بالنفس، ومع أنّ الأخيرة صفة حسنة ومهمة في تكوين الفرد، إلاّ أن الاندفاع بسببها إلى ما هو أبعد نحو الخطأ والانجرار خلف المقولة (خالف تُذكر)، قد تكون وبالاً على صاحبها حتى لو كانت تلك الإضافة لملء شيء من المفقود لديه من الفرص قد تحقق لغيره، أو لتوقعه أن وجوده في مثل هذه الصحف أو المناسبات ما يحقق له الشهرة العالمية، فالنجاح الذي يشكّل العزة والفخار يخلف المسؤولية والانضباط، ويمنح من تحقق له النجاح القدرة على تمييز ما يضيف له خطوات أخرى بتمسكه بمبادئه التي تعينه على اختيار موقع قدمه في طريق مستقبل مسيرته ودوره الوطني.

نختم بالقول إنّ الفنان جزء من محيطه، وموقفه يشكِّل دوراً هاماً في تمثيل ذلك المحيط، وأنّ مثل هذه التصرفات لا تمثل إلاّ أصحابها مع ما تعود به من الإساءة لهم.