|
جدة - صلاح الشريف
لميس الحموي تشكيلية أحبت الرسم منذ نعومة أظفارها متأثرة بوالدها، وكان اقتناء علبة الألوان أهم من اقتنائها للألعاب مقارنة بأقرانها الصغار وهذا ما جعلها ترسم طريقها من البداية في المجال الفني الذي أصبح رفيق دربها وفي هذه الزاوية نقلب صفحات التشكيلية الهادئة لميس الحموي في هذا اللقاء القصير.
تقول الفنانة لميس: إنها تحلم بأن تحيا حياة تكون على قدر أفضل من الجمال والنبل والارتقاء وتضيف أن بدايتها مع الريشة جاءت منذ صغرها عندما كانت تشاهد والدها، مع أنها لم تكن تحلم بالألعاب وإنما بخزانة مثل التي يمتلكها مليئة بألوان الباستيل وأقلام الفحم وكانت تقضي وقتها بتقليد رسوماته وبعدما أنهت الثانوية وتقدمت لاختبار كلية الفنون الجميلة، حصلت على المركز الثاني واختارت اختصاص التصوير الزيتي وقدمت مشروع التخرج عن دمشق القديمة، وتأثرها الكبير كان بوالدها فلطالما حلمت أن تكبر لتصبح مثله.
وحول علاقة شخصيتها الهادئة بإبداعها قالت: إن شخصيتها الهادئة مكّنتها من أن تعطي وقتًا أطول للوحتها وأن تكون صبورة، فكما تشاهد أعمالها تحمل الكثير من التفاصيل الدقيقة ولا تجد فراغًا أو مساحة تخلو من أي زخرف وحتى الفتيات اللواتي ترسمهن يشبهنها بهدوئهن وحلمهن والقلق البادي على وجوههن هكذا اكتشفت صفاتي من خلالهن.
تقول الفنانة لميس الحموي: إنها لا ترى نفسها في مدرسة محددة وبرغم دراستها لجميع المدارس الفنية من الفن البدائي وحتى الحديث إلا أن توجهها لم يكن لمدرسة محددة ربما في البداية تأثرت بالمدرسة النهجيّة إلى أن ارتكزت على مبدأ التحوير والإنسيابية في الأشكال وإبراز حالة القلق ودراسة المساحة والشكل معا، وبالنسبة كما ترى أنه ليس بمقدور أي فنان التحكم بخط سيره ووحدة أسلوبه حتى لا يقع في عملية التكرار فالتنوع مفيد والفن يتطور وعلى الفنان دائمًا أن يطور أدواته وثقافته البصرية والفنية وأن يبحث عن كل جديد ومبتكر مع الحفاظ على شخصيته في العمل التي هي بمثابة توقيعه الشخصي.
وعن تأثرها بالبيئة قالت الفنانة لميس: بالتأكيد كل إنسان إبن بيئته ومهما مرّت السنون وابتعد تبقى حاضرة في ذاكرته ومخيلته، تصبغ شخصيته وتلونها بألوانها، فرصيد أي فنان منّا يكمن في هذه الذاكرة التي تكون بمثابة أرشيف لعقلنا يمدنا بالصور ويشحننا بالعواطف والانفعالات فهي الأقوى والأساس وبالنسبة لموضوعاتي مضيفة أنها لا تختار الفكرة بل هي التي تختارني ولا تحب أن تحدد سببًا أو وقتًا» كي ترسم ولا تستحضر فكرتها لأنّها تأتيها فجأة، فتبدأ بفكرة وتنتهي بأخرى، وهكذا تأتي النتيجة مرضية أكثر بالنسبة لها لأنّها تأتي ممزوجة بمشاعر صادقة وعفوية وتترك أثرًا في نفسي أقوى.
وعن مشاركاتها قالت: إن المعارض بشكل عام تشكل حافزًا» عند الفنان لتقديم كل ما هو جديد ومبتكر ويفسح المجال أمامه للاطلاع على تجارب الآخرين وكل ما يطرح من جديد على الساحة التشكيلية. ويوّثق أيضًا علاقات قوية وفاعلة بين الفنانين.
وعن الأحداث في وطنها قالت: بالتأكيد أن الفن رسالة تعكس آلام وطموحات الشعوب والفنان كاتبًا كان أو شاعرًا أو رسامًا معني بنقل هذه الرسالة لأنّه شديد التأثر بما يحيط حوله من أحداث ومستجدات..
بصراحة لا استطيع أن أحدد مدى الأثر والألم الذي ستتركه في نفسي تلك الأحداث فأنا حزينة وخائفة جدًا. وتعلق الفنانة لميس على الفن السعودي قائلة: هناك فنانون أعجبت كثيرًا» بأعمالهم وبهويتهم الواحدة وشخصيتهم الواحدة وبالتزامهم وحرفيتهم وتجاربهم زادتني معرفة وإلمامًا بواقع الفن السعودي.. طبعًا أفادتني.
وتضيف أنه بالرغم من أن الحركة التشكيلية في السعودية عمرها قصير بالنسبة للفن العالمي إلا أن هناك أسماء أصبحت معروفة على الساحة التشكيلية العالمية وأتمنى أن يحصل الفنان على دعم ورعاية بالنسبة لما يتمتع به الفنان في دول أخرى.
كما ينقص الفنان المزيد من التعمق في أسرار العمل الفني والمزيد من الثقافة الفنية كي يمتلك ذخيرة فنية فكرية والابتعاد عن الصياغة التسجيلية للعمل الفني.
وعن حضور المرأة في لوحاتها قالت: اعتمد على المرأة كعنصر ومحور أساسي. وهي تحتل عندي مكانة رئيسة برغبة مني في تصوير الدراما الإنسانية الداخلية وارتباطها بالمكان.
وهذا التركيز على المرأة جاء ليعكس الكثير من الحالات الإنسانية سواء رسمتها بورتريه أو ضمن توليفات تتضمن الأمكنة. فبالنسبة لي أرى في وجهها مكامن للجمال فوجهها يتحمل الكثير من اللطف والحلم وأحيانًا أحملها أعبائي وانتظاري وأحملها وهمي.