السعودي «مسالم» بطبعه، وطيب، وعلى الفطرة «السليمة» عند حواره ونقاشه، ولا يلجأ لاستخدام «اليد» إلا في أضيق الحدود، عندما تغلق في وجهه كل الطرق «للحوار» وفي حالات «نادرة جداً»، هكذا عرف عنه.
يعني عندما «تسير» في شوارعنا «يندر» أن تشاهد «عراكا» قد «نشب» بين الناس بسبب «سوء تفاهم» وقع بينهم، بخلاف بعض «العواصم العربية» التي تشتهر «بكثرة المتشاجرين» والمتماسكين «بالشوش» على الأرصفة، بل إن البعض هناك إذا لم يجد أحداً يتعارك معه بدأ «يتحلطم» مع نفسه وهو يسير.
الغالب أننا «نملك» ولله الحمد «ثقافة عالية» للحوار والتفاهم مع الآخرين، وبإمكانك إنهاء أي خلاف بشكل «ودي ومتسامح» لعلمك أن هناك قانون «يضمن» لك حقك وإنصافك، إذا ما التزمت بالنظام.
إلا أن ما نقلته «صحفنا» خلال الأسبوعين الماضيين فاجأنا في مشهد لم نتعوده: يا ساتر الناس «مولعة» و»مشعللة» في بعضها كذا ليه!!
إخواننا وحبايبنا المعتمرين «المصريين والجزائريين» يدخلون في «عراك بالأيدي» مع موظفي الخطوط السعودية؟!. «الله الله .. هو فيه أيه بس .. ليه كدا يا جدعان؟!».. اهوه اتضح انكم «أخطأتم» في حق «أنفسكم» وفي حق «بلدكم الثاني» السعودية بتأخركم و»تخلفكم» عن الحضور للسفر في الوقت المحدد لكم، وجلب «عفش زائد» مما تسبب في «تكدس» المسافرين و»تأخير» الرحلات المغادرة لبلدانكم.
يبدو أن نغمة «الشعب يريد» لا تزال «ترن» في أذان البعض وفي المكان الخطأ, ورغم ذلك ستظل الابتسامة «عنواناً» لكل «سعودي» وهو يرحب بشقيقه المصري وشقيقه الجزائري وكل «زائر» وقاصد لبيت الله الحرام كما تعود الجميع ولله الحمد.
«فقدان الأعصاب والعراك» لم يكن «حكراً» على «المعتمرين» فقط، بل إن تجمعاً «نسوياً» ضخماً بمناسبة العيد «بالرياض» لم «يخلُ» هو الآخر من العراك، بسبب الزحام لمتابعة مسرحية «كيد نسوان», حيث تشابكت «النواعم» هذه المرة بالأيدي، للتصوير مع نجمات العرض، «كل عام وأنتن بخير»، ولا تعليق أيتها القوارير!.
أما «شر البلية» المضحك حقاً، فهو ما قام به «عمال الشركات» المنفذة لمشروع جامعة الأميرة نورة، حيث إن «معركة شرسة» بالأيدي «غير الناعمة» طبعاً اندلعت بينهم قبل أن تتدخل «الشرطة» لفض الاشتباك، الذي وصل للشوارع والحارات المحيطة!! يا سلام قالبينها «مصارعة» الشباب «زنقة زنقة وشارع شارع» تحت شعار «صديق فك وأفك»!!.
ما يحدث اليوم وبهذه الطريقة «أمر غريب» لم «نتعود» عليه في مجتمعنا، وليس في ثقافتنا «الإسلامية المتسامحة»، ويتطلب منا المساعدة والتذكير «لتهدئت» النفوس باللين والرفق و»الحكمة» والتفاهم مع الآخرين و»فك» الخلافات بين المتخاصمين بالتي «هي أحسن» قبل نشوبها، وما تنقله الصحف «شيء محزن» نرجو أن لا يتطور ويبقى حالات فردية ومحدودة.
سرعة «الغضب» وغياب «الصبر» قد تدفع الإنسان «للعراك» حتى مع «الزواحف» و»عضها» بعد «فقدان عقله» كما نقلت «رويترز»:
لماذا «عضيت» الثعبان يالطيب؟! لا يوجد لدينا «أي دليل» على أن الثعبان قد «أثار غضبك»؟!
يا سيد «ديفيد سينك» أنت «موقوف» بأمر «شرطة كاليفورنيا» لأنك «شرس» تعاركت مع ثعبان أليف و»عضضته»!!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net