في الماضي كانت بوشهر مدينة فارسية.. سعيدة، على طريق الرحّالة والتجار. فيها أصغى الرحالة الإيطالي ماركوبولو إلى حكايات التجار العرب العائدين من الصين. و يُقال إن الإيطالي السعيد لم يبلغ أبدا بلاد السور العظيم، وإن كل ما فعله هو تدوين حكايات التجار العرب العائدين على طريق الحرير
لم تعد بوشهر، اليوم، محطة مُسلّية ولا.. سعيدة.
إنها اليوم محطة مواجهة بين الغرب وإيران، بل بين الشرق وإيران أيضا.
* يظهر إبليسُ في مُنمنمة فارسية، تعود إلى القرن السادس عشر الميلادي، تُصور مشهد سجود الملائكة لآدم، عليه السلام، فيها يبدو إبليس عجوزا مُعمّما يجثو على ركبتيه فوق سجادة تقليدية، شاخصا بعينيه إلى الأمام. تُعيد هذه المنمنمة الفارسية إلى الأذهان تقليدا باطنيا قديما، يزعم أن إبليس هو «سيد الموحدين!».
* يعرف كبار الضباط الإيرانيين، الذين حفظوا التاريخ عن ظهر قلب، أن عددا كبيرا من الأباطرة الفرس، كانوا يجدون في ذلك المدى، الذي يزحف باتجاه البحر الأبيض المتوسط، الفرصة الجغرافية الوحيدة، التي يُفترض السيطرة عليها».. حتى تُصبح الإمبراطورية الفارسية..ذات أجنحة».فالبقاء في تلك الزاوية الجغرافية المُبعدة، خلف التلال الإيرانية، يعني «التخثّر» التاريخي.
* بإمكاننا أن نزور قبور جنكيز خان وهولاكو وهتلر، ولسوف يقولون لنا جميعا إن القوة تتفكّك سريعا.
* كل الإمبراطوريات النهمة جغرافيا، تتحوّل، في نهاية المطاف، إمّا إلى مقابر جماعية، أو إلى ملاهٍ ليلية.
* أُعجبتْ أوروبا بصلاح الدين الأيوبي، لأنه علّمها حقيقةَ «أن بوسع المسلم أن يُولد فارسا، بطُهر القلب، وعزة النفس»، لكن بعض الحركات الباطنية لم يعجبه مُحطّم الدولة الفاطمية (الباطنية)، مع أنه مُحرّر القدس، التي «يتباكون» عليها.. اليوم.
* بعضٌ من جيراننا، من عرب، وغير عرب، أراهم وأسمعهم يتكلّمون بكلامنا، في كلامنا، بما ليس في كلامنا.
Zuhdi.alfateh@gmail.com