كل إنسان يسعى للنجاح في كل شيء، ولا يرضى بالفشل الذي هو عكس النجاح إن حالفه، ولكن هل الفشل والنجاح قدران من أقدار الله التي كتبت في الأزل أم إنهما صفتان مكتسبتان؟
الله سبحانه وتعالى أخبرنا في القرآن الكريم بذلك فقال: وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) سورة النجم، وأن سعيه سوف يراه نجاحاً أو فشلاً في الدنيا وفي يوم الحساب، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، والمسلم لو فعل كذلك لحالفه النجاح في الدنيا من علم وعمل وأسرة مستقرة، وفي الآخرة بالفوز بجنة عرضها السموات والأرض أُعدّت للمتقين.
توجد طرق عدة أمامنا للوصول للنجاح، والفشل له طريق واحد هو الفشل، فعندما تريد الوصول إلى مكان معين وتسلك طريقاً لا يوصلك إليه فإنك تسلك طريقاً آخر يوصلك إليه إن أردت النجاح، وترجع من حيث أتيت إن أردت الفشل، وهذا في كل شيء.
في كتاب (مواطن الضعف لديك) لوين دائر أورد أن هناك أحد العلماء حاول 500 مرة لإثبات نظرية معينة، ولم ينجح، ولم يكتفِ بذلك، وعندما سئل كيف لم تتوقف بعد الفشل 500 مرة؟ أجاب بقوله: أنا لم أفشل 500 مرة بل تعلمت أن هناك 500 طريقة لم تؤدِّ إلى إثبات نظريتي. بالجد والاجتهاد والإصرار نصل إلى النجاح في الدنيا والآخرة، وبالكسل نصل إلى الفشل في الدنيا والآخرة، قال تعالى وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّه عَمَلَكُمْ وَرَسُولُه وَالْمُؤْمِنُونَ . صدق الله العظيم.
وقالت العرب: «من جد وجد ومن زرع حصد».
- وادي الفرع