وأطلَّ العيد المبارك.... عيد الفطر، عيد التسامح، العيد الذي يأتي بعد أن أدى المسلمون شعيرة من أكثر الشعائر الإسلامية تأكيداً على إنسانية الإسلام والمسلمين، فشعيرة الصوم إحساسٌ بمشاركة جميع البشر في الشعور بمدى حاجة الإنسان الجائع إلى المساندة وتوفير الغذاء له، فضلاً عن تجسد القِيَم النبيلة والأخلاقية، والتأكيد على يقين المسلم الصائم بأنَّ ما يقوم به هو عهدٌ بينه وبين خالقه، لا يكذب ولا يفجر ولا يتجاوز القيم والتعاليم الإسلامية والإنسانية.
عيدٌ يَحُلُّ بعد شهر ارتبط به الإنسان المسلم بربه وتَفيَّأ بظلاله المباركة، شَاعَ فيه عَطفُ الكبير على الصغير وجَادَ الغني على الفقير، وعفى به المظلوم على ظالمه.
قيم التسامح هذه درسٌ لمن يريد أن يعتبر، يُقدِّمه المسلمون للبشرية جمعاء، رغم أنَّ هناك جيوباً نافرة في بعض البلدان الإسلامية تَسلَّطَ عليها الظلمةُ من الحكام القساة الذين لم يحترموا قدسية الشهر الفضيل، ولم تتسرب الرحمة إلى قلوبهم القاسية، فأذاقوا شعوبهم الويل والعذاب، وأشاعوا القتل والتنكيل، إلا أنَّ إرادة الله بإنهاء عهد الظلم والقساة والطغاة حَلَّتْ بهؤلاء الحكام الذين سقط منهم نفرٌ، ونفرٌ ما زال ينتظر. ولأنَّ إرادة الله هي الغالبة في النهاية وأنه شحن قلوب ونفوس الشعوب المقهورة بالإرادة، فلابد أن تنتصر الشعوب وتحتفل بالعيد القادم -إن شاء الله- ونرى الوئام والسلام والمحبة والتسامح قد عَمَّ البلدان الإسلامية، بل كل دول العالم والبشرية جمعاء، بعد أن تنال الشعوب حريتها ويعود حكامها إلى مخافة الله والعمل بشريعته التي لا تسمح باضطهاد الشعوب وتعذيبها وقتل رجالها ونسائها بل وحتى أطفالها، وهو ما يحدث في بعض البلدان العربية والإسلامية -للأسف الشديد.