(هنري مور) شاب أمريكي يعيش- على ما يبدو- حياة عاطفية مُتقدة، اكتشف قبل فترة أن ثمة في حياته العاطفية ما يستحق أن يُشاركه فيها كل الناس. سارع يكتب رواية متسلسلة بعنوان « نار الحواس «، وينشرها في مُدوّنته على الانترنت.
في إحدى حلقات روايته اعترف (هنري مور) أنه يُحب الملاكم أرنست همنغواي، ولم يُبدِ أي من قرائه ملاحظة تصحيحية بأن همنغواي روائي أمريكي شهير، نال جائزة نوبل، وليس بطل ملاكمة.
(ناديا استيبان) شابة اسبانية تعمل سكرتيرة في مؤسسة تجارية قررت قبل أشهر أن في مغامراتها العاطفية اليومية ما يستحق النشر على الملأ، فشرعت تكتب، أيضا، رواية على حلقات، في مدوّنتها، بعنوان « البحث عن دون كيشوت عصري».
(لويزا برتوني) سيدة إيطالية تجاوزت الستين، هجرها ابناؤها، كلٌّ إلى مصيره وهموم عيشه، فبقيت وحيدة مع ذكرياتها. منذ البداية اعترفت (لويزا) بأن القراءة تـُغرقها في نوم عميق. فجأة اكتشفت أن ذكرياتها تستحق النشر، فطفقت تنشرعلى مدونتها، فصولا من روايتها « حياتي «.
اليوم، بمقدور كلّ من لديه كومبيوتر ووسيلة اتصال بالانترنت أن يكتب وينشر في مُدوّنته بسرعة فائقة، وكلفة زهيدة، دون المرور بوسيط أو رقيب.
تشير العدّادات التي تستقبلنا في المواقع الإلكترونية إلى أن عدد قراء (هنري مور) الذي يعتقد أن أرنست همنغواي بطل ملاكمة شهير، قد بلغ أكثر من نصف مليون قارىء.
كما أن قراء (لويزا) و(ناديا) ليسوا بحفنة قليلة، بل إن عدد قرائهما يُنافس أشهر كتـّاب أمريكا وإيطاليا، ويتجاوز بمئات الأمثال عدد قراء أي رواية لكاتب «ورقي « في عالمنا العربي.
- أبناؤنا وجدوا أنفسهم في نظام كوني يبعد مئات السنين عن مُدهشات القرن الحادي والعشرين ومُذهلاته.
- نحن دمى لشاشة الرأس، ورقصة الرأس أقوى من الموت.
Zuhdi.alfateh@gmail.com