تابع مشكلات طالبات المرحلة الــثـانـويـة والمـتـوسـطـة، والـظـواهــر السلوكـيـة التي تنتشر بينهن ولا تلقى من الأهل أو البيت المواجهة والتوجيه الصحيح حيالها، لتجد أن الطالبات اللاتي يتسببن بالمشكلات، ويظهرن سلوكيات غريبة وشاذة عن المجتمع المدرسي، غالبيتهن بنات مديرات مدارس، أو موجهات مسؤولات عن توجيه المعلمات ومتابعة أدائهن وتقييمه، ووجه الغرابة أن تحمل هؤلاء المديرات والموجهات المعرفة ويحاولن أن ينشرنها على عموم العاملات في القطاع المدرسي، ويتابعن مع المعلمات تطبيقهن لما يصدر من تعليمات وتوجيهات تضبط سلوك الطالبة، لكنهن على الرغم مما يعلمنه لا يستطعن فرضه أو إقناع بناتهن به، أو على أقل تقدير متابعة بناتهن فيما يحاولن نشره، لتصبح بعد هذا بناتهن على رأس معظم المشكلات والظواهر السلبية التي تتفشى في المجتمعات المدرسية.
إحدى الطالبات في مناسبة تفعيل اليوم الوطني، طالبت ببعض الأمور التي تتنافى مع العرف السائد في المدارس، والمطالبة بحد ذاتها لا أعيبها فلها الحق أن تقول رأياً وتسمع رأي الآخرين فيه، لكن المفاجأة أنها وصفت المدرسة وإدارتها والنظام المعمول به في المدارس بالتخلف، ولا اعتراض على هذا أيضاً لو أنها بررت ما تطالب به وفق منطق مقبول، غير أنها بررت هذا بأنها وهي تدرس في الخارج قبل التحاقها بمدرستها الحالية كان يسمح للبنات بكذا وكذا من أمور ليست من طبيعة مجتمعنا ولا تخدم التربية والتعليم فيه، وأن أمها صدقت وهي تردد دائما على مسامعها تخلف وتعقيد النظم المعمول بها في بلدنا والتي لا تسمح بالمزيد من الحريات للفتاة، المصيبة أن أمها دكتورة تعمل الآن في إحدى جامعاتنا الكبيرة، تدرس مفاهيم الخدمة الاجتماعية.
أنا لا أثير هنا المشكلات التي تحدث في مدارس البنات المتوسطة والثانوية، فقد يكون كثير منها صحيح يتطلب معالجته وتصحيحه، لكني أركز على الفئة المتعلمة في مجتمعنا التي بمبررات كثيرة تغرس في بناتها مفاهيم مغلوطة يترتب عليها لامبالاة الفتاة بما توجه به في مدرستها، وعدم احترام ما يطبق من أنظمة لضبط الأمور والتمرد على كل شيء، وهم الذين يفترض أن يكونوا مصدر العون الذي يرتكز عليه تكامل عمل المدرسة مع البيت، لكنهم قالوا قديما باب النجار مخلوع وهذا يخفف هول الصدمة في نفسي... والله المستعان.